وقعت مجموعة من الأحزاب القومية على اتفاق تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية لتدعيم المشهد السياسي ولم شمل القوميين. المؤسسون هم حركة الوحدويين الأحرار وحركة المرابطين وحزب الثوابت وهي أحزاب قومية تبحث عن لم شمل التيار القومي القادر حسب رأيهم على التأثير في المشهد السياسي إن تمكن من تجميع كل مكونات التوجه العروبي الإسلامي الذين يمثلون قاعدة شعبية هامه في تونس .
بادرة ايجابية
السيد مبروك كورشيد وهو ناشط سياسي قومي اعتبر المبادرة ايجابية من حيث المبدأ في اتجاه إيجاد مظلة لتجاوز الخلافات داخل العائلة القومية غير انه يراها متسرعة ولم تستشر بقية التيارات القومية والشخصيات العروبية وأضاف: «أدعو الى تشريك جميع الأطراف كحركة الشعب وحزب الغد والشخصيات القومية بشكل مباشر في الحوار باعتبار ان القوميين يمثلون ثاني قوة شعبية رغم تشتتها لذلك لا بد من فض الخلافات بطريقة مشتركة عموما اعتبر البادرة طيبة رغم بعض الخلل في التنفيذ الذي يمكن إصلاحه».
اما السيد زهير المغزاوي عن حركة الشعب فانه يعتبر لم التيار القومي من المبادئ الأساسية لحركة الشعب ويقول: «لم يقع الاتصال بنا من أي جهة او طرف من الأطراف التي وقعت على مبادرة تكوين الجبهة الوطنية التقدمية ومع ذلك فحركة الشعب مفتوحة على كل التيارات القومية وأيديها ممدوة إلى كل المناضلين القوميين وبالنسبة لنا ندعم أي صيغة لتجميع القوى القومية وليست لنا مشكلة من اي كان».
كما اعتبر المغزاوي فكرة الجبهة الوطنية التقدمية بديلا لتوحيد تيار كبير وعريق في تونس مضيفا «حركة الشعب حاولت التوحيد ولم التيار ورغم ذلك مازال البعض خارج الحركة التي تبقى مهمتها لم القوميين سواء داخل الحركة او ضمن جبهة ونحن على استعداد للتحدث مع أصحاب المبادرة ونسعى الى التفاهم».
بين جبهتين
وكان السيد زهير المغزاوي نفى في تصريح ل«الشروق» وجود خلاف داخل الحركة حول موضوع الجبهة الشعبية التي تضم أحزابا يسارية وقومية واعتبر الجدل يدخل في باب النقاش واختلاف المواقف على أن تحسم الأمانة العامة الموقف وتتخذ القرار النهائي بعد استكمال المشاورات كما أضاف حول آخر اجتماع للأمانة العامة «الاجتماع خصص لتقييم الوضع السياسي وموقع الحركة في المشهد السياسي الراهن بما في ذلك الحوار مع مكونات الجبهة الشعبية وقد تم الاتفاق على مواصلة الحوار الداخلي» كما بين المغزاوي وجود نقاط تلاقي مع الجبهة الشعبية دون أن ينفي وجود بعض الاختلافات.
أما نائب المجلس التأسيسي عن حركة الشعب السيد مراد العمدوني فقال في نفس الإطار «نعتبر الجبهة الشعبية خيارا وطنيا رغم الاتفاق على تعليق الحوار معها الى حين مناقشة الموضوع داخل الحركة» كما اعتبر العمدوني أن الجبهة مازالت في إطار الدعوة للتشكيل ولم تتشكل بعد مضيفا ان الحركة وانطلاقا من ديمقراطية قراراتها أرجعت الأمور إلى القواعد من خلال عودة أعضاء الأمانة العامة إلى منخرطي الحركة لبلورة الموقف النهائي .كما لم ينف العمدوني وجود شقين داخل الحركة حاليا شق رافض وآخر داعم للانضمام إليها .
الترويكا تبحث عن الوقت المناسب لها
وفي ما يخص موعد 23 أكتوبر المقبل قال المغزاوي: «بالنسبة لنا لا وجود لفراغ بعد 23 أكتوبر بل مجرد أزمة أخلاقية بالنسبة لمن وعد الشعب بانتهاء مهلة المجلس التأسيسي خلال سنة خاصة ان حركة الشعب كانت من بين الأطراف التي أمضت على الوثيقة المعنية غير أن المجلس التأسيسي يبقى سيد نفسه».
ومن مقترحات حركة الشعب للمرحلة المقبلة إجراء الانتخابات في اقرب موعد والإعلان قريبا عن تكوين الهيئة العليا للانتخابات قائلا «المفروض أن يقع الإعلان عن أجندة الانتخابات التشريعية والبلدية دون النظر إلى المصلحة الخاصة لأحزاب الترويكا التي يبدو انها تبحث عن الوقت المناسب لها لتحديد موعد الانتخابات».