قرابة 60 ألف رأس ماشية هي حصيلة قطيع الأغنام التي يكابد المربون متاعب العناية بها بين أماكن الرعي ونوعية العلف واضطراب التزود وغلاء أسعار بعض الأعلاف بالإضافة إلى صعوبات أخرى قد تكون صحية وأخرى أمنية. مع اقتراب العيد تكثر حوادث سرقة الأغنام ويغتنم «القشارة» الفرصة ليتوسط بين المربي والمستهلك الشيء الذي يضاعف من مخاوف المربين والمستهلكين على حد سواء من ارتفاع الأسعار. «الشروق» نزلت في يوم السوق الأسبوعي إلى رحبة الأغنام لتسلط بعض الضوء وترصد ما يجري في هذه الفترة. اكتظاظ كبير يدل على توفر كميات معقولة من الأضاحي. علي البريكي (فلاح) حدثنا عن ارتفاع كلفة الإنتاج وما عاشه من صعوبات مادية وهو يرى أن هذه الفترة هي فترة «موسم». عبر في الوقت ذاته عن تخوفه من عزوف الناس عن شراء الأضاحي. حيث لم ير إلا الفضوليين الذين جاؤوا لتفحص أسعار السوق في نفس المكان التقينا بفتحي الكحلة (جزار) فذكر ان الأسعار مرتفعة بالمقارنة مع السنة الماضية بزيادة تناهز الثلث.
الحبيب بيددي (فلاح) تذمر من الوسطاء الذين يتلاعبون بالأسعار وينصح المستهلكين بالاتصال بالفلاح لاقتناء أضاحيهم بأسعار معقولة تتراوح بين 250 دينارا و400 دينار. بقي أن نشير أن صرف الزيادات في الأجور قد يكون سببا في توفير السيولة النقدية بالإضافة إلى المرتبات قد يجعل الإقبال على شراء الأضاحي عاملا ينشط سوق تربية الماشية دون أن يضر بالمربين ودون أن يجحف في حق العائلات. البعض الأخر من المستهلكين يجد الحل في اقتناء الأضحية من شركات الإنتاج على أقساط شهرية إلا أن ما يروج حول سعر الكيلو غرام الحي يقدر ب 9 دنانير أي بزيادة ثلاث دنانير عن سعر السنة الماضية وهذا سيجعل كيلو غرام اللحم بعد الذبح يساوي 27 دينارا أمام كل هذه الخيارات وهذه الصعوبات تبقى كل الاحتمالات ممكنة.