اندلعت اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة خلال أيام عيد الإضحى المبارك على عدة جبهات من جبهات القتال في سوريا بين الجيش السوري وميليشيات المعارضة السورية التي اتهمتها موسكو بإجهاض هدنة الإبراهيمي. وأوردت مصادر إعلامية ميدانية أن القتال استعر على جبهة ريف دمشق وحلب ودير الزور مشيرة إلى أن الجيش السوري كان في معظم الحالات يرد على مصادر النيران.
وأشارت إلى أن تفجيرات انتحارية جدت في دير الزور ودمشق خلال أيام العيد المبارك.
ولدت ميتة
ووصف رئيس ميليشيات المجلس العسكري للمعارضة في حلب «هدنة العيد» في سوريا التي اقترحها الأخضر الابراهيمي، المبعوث الدولي بانها «ولدت ميتة»، مؤكدا انها «فشلت».
وقال العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي عبد الجبار العكيدي «اية هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للابراهيمي، مبادرته ولدت ميتة» حسب تعبيره وزعمه.
وعلق المحلل السياسي السوري معد محمد على تصريحات رئيس ميليشيات الجيش الحر بالقول ان «الهدنة تكون بين دولتين وليس بين فريق مسلح قاتل ودولة»، «والذي حصل في الحقيقة هو وقف عمليات عسكرية ليستطيع الشعب ان يعيش اياما هادئة ولو قليلة بالإمكان ان تمتد».
وفي هجوم سياسي هو الأبرز والأعنف على المجموعات المسلحة قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن المعارضة أحبطت الهدنة في سوريا. وكتب الدبلوماسي الروسي على صفحته ب«تويتر» أن المعارضة السورية أحبطت الهدنة في البلاد، مشيرا الى أنه من الواضح أن المعارضة تتجه حاليا نحو استمرار العنف.
وفي نفس السياق أضاف غاتيلوف أن الغرب عطّل في مجلس الامن الدولي ادانة العملية الارهابية بدمشق التي حصلت في أول ايام العيد المبارك. وقد أفادت وكالة «ايتار تاس» بان روسيا قدمت يوم الجمعة أول أمس الى مجلس الامن الدولي مشروع بيان يدين العمل الارهابي الذي نفذ بدمشق في اول يوم العيد خرقا للهدنة المعلنة في ايام عيد الاضحى، ولم يتبن المجلس هذا المشروع بسبب موقف احدى الدول. وحسبما ذكرت الوكالة فقد فسرت تلك الدولة موقفها «بقلة المعلومات» حول العمل الارهابي. واصر وفد هذه الدولة على انه ليس من الضروري اصدار بيان بشأن حادث واحد على خلفية الانباء حول العنف الشامل في سوريا.
وكانت وسائل الاعلام السورية قد أفادت بحصول تفجير ارهابي بسيارة مفخخة مساء الجمعة جنوب العاصمة دمشق اسفر عن سقوط ضحايا ما بين قتيل وجريح. وقال التلفزيون السوري ان التفجير الارهابي اودى بحياة 5 اشخاص وادى الى اصابة 32 آخرين، من بينهم نساء واطفال، واصفا العملية ب«الخرق الواضح لإعلان وقف العمليات العسكرية الصادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
أسلحة غريبة
من جهتها , ذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في تقرير عن الأزمة السورية، ان «اثنين من تجار الاسلحة يحمل احدهما جواز سفر بريطاني، باعا لمقاتلي المعارضة السورية اسلحة تنفجر فيهم»، مشيرة الى ان «معارضي الرئيس السوري يعتقدون انهم وقعوا ضحية عميل مزدوج انتحل صفة تاجر سلاح».
ولفتت الى ان «مقاتلي المعارضة اغراهم عرض السعر وتوفر الإمدادات من رشاشات الكلاشينكوف والذخيرة، خاصة وان ما عرض عليهم يصل الى نصف سعر السوق»، مشيرة الى ان «ممثلي المعارضة التقوا مع اثنين من سماسرة السلاح في اسطنبول، احدهما يحمل جواز سفر بريطاني ويدعى «اميل» والاخر يحمل جواز سفر بلجيكي».
وافادت ان «العسكريين من المعارضة وثقوا في الرجلين لمعرفتهما بالأمور الدفاعية وما بدا من تمكنهما من موضوع امدادات السلاح».