يتميز عيد الأضحى المبارك في المطوية بارتباط بعده الديني بالاجتماعي والتراثي الأصيل من خلال إحياء الأهالي لبعض العادات والتقاليد الاجتماعية بالخصوص فضلا عن الاهتمام بالأبعاد الدينية لهذا العيد حيث أقيمت الصلاة خارج المسجد وسط حضور غفير. وقد تميزت هذه المناسبة الدينية ولأول مرة منذ عشرات السنين بأداء صلاة العيد باحدى الساحات المفتوحة التي تعرف ببطحاء «الحاج ابراهيم بنور» حيث سارعت منذ الصباح الباكر جموع حاشدة من المواطنين بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية من الجنسين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك فتنطلق الحناجر في ترديد جماعي وبأصوات عالية بالتسبيح والتحميد والتكبير. وذكر الامام الخطيب الشيخ عبد الرزاق القصير في خطبته أن صلاة العيد التي أقيمت بالمصلى في المطوية لأول مرة منذ عشرات السنين جاءت إحياءً لسنة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم والذي كان يخرج إلى المُصَلّى ليصلّي العيد ولم يرد عنه أنه صلّى العيد في المسجد الا لسبب عذر كمطر أو نحوه وأضاف الشيخ «عبد الرزاق القصي» قائلا أن تمكين المصلين من احياء هذه السنة العطرة يعود الفضل فيه لله تعالى أولا وما قدمه أبناء الشعب التونسي من تضحيات جسام ثانيا ساهمت في القضاء على أشكال الاستبداد ونيل كرامة الانسان وحريته. وبهذه المناسبة الدينية أبرز الامام الخطيب أيضا أن عيد الأضحى المبارك يشكل مناسبة لمزيد التقرب لله سبحانه مؤكدا على وجوب تخصيص جزء من الضحية كصدقة توزع على العائلات المعوزة أو تتولى بعض الجمعيات الخيرية جمعها وتوزيعها على مستحقيها. وعلى إثر انقضاء الصلاة سارع المصلّون إلى تهنئة بعضهم البعض بالعيد ومواصلة لتبادل التهاني بين العائلات تشرع مجموعات بين أطفال وشباب وكهول في التجوال بين المنازل لتقديم المعايدة ومشاركة أصحابها فرحة العيد. ورغم مشاغل الحياة اليومية التي يعيشها أغلب المواطنين ساهمت هذه المناسبة الدينية في جمع شمل الأسر في أجواء احتفالية امتزج فيها الفرح والبهجة والمرح أحيانا من خلال حرص أغلبها على القيام بالزيارات بين العائلات لمشاركة بعضها البعض فرحة العيد وحضور الولائم فالعيد مناسبة الفرحة بلقاء الأهل وبأكل ما لذ وطاب من الطعام. ومن العادات والتقاليد المتوارثة فى عيد الأضحى المبارك والمميزة في المطوية من خلال إحياء بعض العادات الغذائية المحلية وإعداد بعض الأكلات الشعبية حيث حرصت أغلب ربات البيوت على إعداد أكلة «الزغندي» والكسكسي بالعصبان والقلايا التي تجمع بين قطع من اللحم يضاف اليها التوابل كما لا تتردد ربة البيت في المبادرة بارسال بعض من هذه الأطعمة إلى الأقارب والجيران. المقاهي المنتصبة على طول الطريق الرئيسية بالمطوية والتي يصل عددها إلى حوالي 15 مقهى تشهد بدورها توافد أعداد هامة من الرواد بين شباب وكهول لملاقاة الأصدقاء بالخصوص والتحاور حول مجريات الحياة اليومية خاصة وأن المطوية تستقطب في مثل هذه المناسبة أغلب أبنائها المقيمين داخل البلاد بين عاملين وطلبة.