تشهد السوق الأسبوعية للدواب منذ فترة حركية تجارية نشيطة وقد تمكن كل قاصدي هذا الفضاء من اقتناء علوش العيد وحتى الذي تعذر عليه ذلك لقي ضالته عند المربين مباشرة. كما تشهد السوق الأسبوعية حركية مماثلة تصاعدت وتيرتها خلال هذا الأسبوع حيث سارعت ربات البيوت باقتناء الساطور والقرضة والكانون ونشطت الحركة في محلات بيع «الشربون». كما بادرت العائلات بالخصوص بتحديد مواعيدها مع «الجزارة» الذين سيتولون ذبح الأضحية إذ غالبا ما تبقى بعض العائلات في التسلل في انتظار الجزار الذي قد يأتي أو لا يأتي لذلك تحرص هذه العائلات وتلهث وتلح على هذا الجانب للالتزام بالوعود. ومن أبرز المظاهر الاحتفالية بهذه المناسبة الدينية الانسجام مع فلسفة التضامن كقيمة حضارية وأخلاقية ثابتة وروابط اجتماعية تطورت ثقافته وترسخت مضامينه وأهدافه لدى العائلات، ويمثل عيد الأضحى فرصة للم شمل أفراد العائلة ومناسبة لتبادل الزيارات والتهاني. وتشهد صبيحة يوم العيد أجواء متميزة تتمثل خصوصا في مواكب ذبح الأضاحي والشواء التي تشهدها جل البيوت ويبقى للجانب التضامني موقع متميز في هذه المناسبة الدينية حيث يتم في الغالب التصدق لضعاف الحال في حركة انسانية نبيلة تهدف إلى جعل فرحة العيد تشمل الجميع. أجواء احتفالية ولعيد الأضحى نكهة خاصة بالجريد وعادات وتقاليد يحرص الجميع على المحافظة عليها بدء بشراء العلوش بصفة مبكرة مرورا بتحضير لوازم «العصبان» ووصولا إلى التزاور وزيارة المقابر في الصباح ترحما على الموتى وقبل اليوم الذي تذبح فيه الأضحية تعودت العائلات ولا تزال على طهي الكسكسي ويسمى «عيد اللحم» ليوزع على ضعاف الحال والمقيمين بالزوايا وتعيش كافة ربوع الجريد أجواء احتفالية وعادات وتقاليد متميزة. فمتساكنو هذه الربوع يحتفلون بهذه المناسبة كما لم «يفرحوا» من قبل إذ يولون العيد اعتبارا عظيما وبعد صلاة العيد مباشرة يعود المصلون إلى ديارهم لتبادل التهاني مع أفراد العائلة ثم ينتظر الجميع قدوم الجزار وهناك من تعود على القيام بهذه المهمة بمفرده أو باستعانته بالأبناء أو الجيران. دور ربات البيوت ولربات البيوت دور كبير خلال هذه المناسبة السعيدة إذ تستعد النسوة لاقتناء الخضر من سلق وكلافس وبقدونس وإحضار هذه اللوازم قبل العيد بأيام كما تحضر ربات البيوت بقية اللوازم الأخرى وخصوصا الكانون والقرضة والساطور والسكين بالإضافة إلى «الشربون» فيما يتولى رب البيت تحديد الموعد مع القصاب أو معاونه إذ يتحول الجزار في هذا اليوم من منزل إلى آخر وترى في أغلب الأحيان أرباب العائلات يلهثون وراءه ويترصدون مواقعه حتى يقع «القبض» عليه ليقوم بمهمته وبعدها تدخل التحضيرات للشواء بالساحات العامة لعابري السبيل وضعاف الحال حتى لا يحرموا من رائحة «المشوي» ومن أكل اللحم في هذا اليوم السعيد. كما تقوم ربات البيوت بإعداد الكسكسي كأكلة رئيسية في اليوم الثاني من العيد كما تقوم بتخزين جزء من الأضحية عبر طرق تقليدية متعارف عليها. دخلة سنوية في نفطة ومن العادات الأخرى التي تميز عيد الأضحى المبارك ما تشهده مدينة نفطة من حركة غير عادية إذ يتم في اليوم الثاني من كل عيد أضحى تنظيم الدخلة السنوية للولي الصالح سيدي بوعلي السني وهذه التظاهرة انطلقت في شكل زردة ثم تطورت إلى دخلة سنوية وهذه الدخلة هي عبارة عن مهرجان تشهد فيه مدينة نفطة حركية كبيرة وتذبح الذبائح خلالها وتتنوع الأنشطة الدينية بها من إنشاد ومدائح وأذكار وتستقطب اهتمام أهالي الجريد والولايات المجاورة وعديد الأشقاء من الدول المجاورة الذين يتجهون إلى نفطة بأعداد غفيرة لحضور فعاليات دخلة سيدي بوعلي.