شرع المسؤولون الجهويون في ولاية المنستير منذ أيام في التحضير لضمان انطلاقة طيبة للموسم الفلاحي الجديد وذلك من خلال عقد اجتماعات دورية تم اثناءها تقييم الموسم الفلاحي الماضي واستعراض أهم استعدادات الجهة لاستقبال الموسم الجديد وإنجاحه. أثبتت التقارير المعدة من قبل مندوبية التنمية الفلاحية بالمنستير أن المنتوج الفلاحي بالولاية تحسن بفضل توفر الموارد المائية المتمثلة تحديدا في ارتفاع كميات الأمطار بالجهة والتي بلغت 414 مم اي بزيادة 24 % مقارنة بالموسم الماضي كما بينت التقارير ذاتها أن إنتاج الخضروات بولاية المنستير قدر في الموسم الماضي بنحو 156 الف طن منها 40 الف طن من البطاطا و36,4 طن من الطماطم منها 50% تحت البيوت المحمية.
تقديرات.. وتطورات
وعن انتاج الزياتين فقد قدرت صابة الموسم الماضي ب 43 ألف طن من الزيتون منها 2000 طن زيتون بيولوجي رفيع . كما حددت تقديرات انتاج الاشجار المثمرة ب 13200 طن من الثمار المغروسة على مساحة تناهز 8600 هكتار.
وأشارت الإحصائيات ايضا الى ان قطاع تربية الابقار ورغم غلاء اسعار الاعلاف حافظ بدوره على نسق تطور الانتاج وسجل تحسنا ملحوظا في كميات الحليب المجمعة خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الحالية مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
أما في ما يتعلق بنشاط صيد السمك الأزرق فإن الانتاج سجل تراجعا ملحوظا اذ بلغ 16,275 طنا خلال شهر سبتمبر 2012 أي بنقص 16 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2011.
وشهد الموسم الفلاحي الماضي كذلك إحداث مدرسة حقلية بالخلية الترابية ببني حسان لتدريب الفلاحين على مداواة النباتات تحت البيوت المحمية (المكيفة) وترشيد استعمالهم للمواد الكيميائية من خلال اعتماد طرق فنية تساعد على التحكم في المناخ داخل البيت المحمي وتحسيسهم بضرورة استعمال النحل كطريقة بيولوجية لتلقيح الأزهار عوضا عن استعمال الهرمونات وجعل هذه الضيعة المعتمدة كمدرسة يلتقي فيها فلاحو هذه المنطقة لمتابعة كل العمليات الفنية التي يقوم بها الفلاح داخل البيت المحمي المثالي وداخل البيت المحمي العادي ثم مقارنة المردود الاقتصادي لكل من البيتين وتحديد الفوارق في المصاريف الناجمة عن استعمال المبيدات.
مؤشرات هامة رغم الصعوبات
وبالنسبة الى الموسم الفلاحي الحالي فإن كميات الأمطار المسجلة بمختلف معتمديات الولاية انطلاقا من شهر سبتمبر الى اليوم تعتبر هامة كما ان المياه بسد نبهانة متوفرة بالقدر الكافي وهي مؤشرات أولية من شأنها أن تجعل الفلاحين متفائلين بنجاح الموسم وتحقيق ارقام قياسية في الكميات المنتجة. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة ان الفلاحين بادروا بتحضير أراضيهم للزراعات المطرية وان المندوبية الجهوية للفلاحة برمجت مساحة جملية للخضروات تقدر بحوالي 5399 هكتارا منها 1601 هكتار بطاطا و546 هكتار طماطم بالإضافة إلى برمجة 614 هكتارا لزراعات أخرى فصلية و44 هكتارا لزراعات شتوية.
كما تمت برمجة زراعة 4500 هكتار من الحبوب و1326 هكتارا من البقول و795 هكتارا من الأعلاف منها 488 هكتارا اعلاف خريفية و307 هكتارات أعلاف ربيعية. وحسب المصادر ذاتها فقد قدّرت صابة الزيتون لهذا الموسم ب 80 الف طن اي بزيادة 86% مقارنة بالموسم الماضي وبزيادة 60% مقارنة بمعدل الإنتاج السنوي (50 ألف طن).
ولم ينقطع فلاحو ولاية المنستير عن العمل رغم معاناتهم من عدّة مشاكل منها ضيق المناطق السقوية العمومية ومحدودية مياه الري إضافة إلى غلاء اليد العاملة وغيابها وارتفاع أثمان الأدوية والمعدات الفلاحية والنقص في الأعلاف وغلائها بالنسبة إلى مربي الماشية. وينادي فلاحو المنستير بضرورة تفعيل دور مراكز التكوين الفلاحي بالجهة حتى تستجيب لطلبات القطاع ويطالبون الحكومة ومن خلالها وزارة الإشراف بالوقوف الى جانبهم عند ذروة كل موسم حتى لا يجبروا على التفويت في منتوجاتهم الفلاحية بأثمان بخسة لا تغطي كلفة الانتاج وحتى يساهموا في إنجاح الموسم الفلاحي الجديد.
كما يدعو الفلاحون الى ضرورة تكاتف الجهود والتعاون والتشاور من أجل تحقيق الرغبة التي تحدو جميع الأطراف بما في ذلك المستهلكين وهي جعل الموسم الفلاحي الجديد موسما استثنائيا بكل المقاييس.