أصبح زملاء خالد المولهي على بعد 180 دقيقة من التتويج باللقب القاري للمرة الثانية على التوالي والحصول على تأشيرة المشاركة في كأس العالم باليابان وذلك بمجرد تجاوز عقبة الأهلي المصري. بعد أن أزاح الأصفر والأحمر «مازمبي» الكونغولي في الدور نصف النهائي لرابطة أبطال افريقيا سيجد نفسه هذه المرة ضد عملاق إفريقي آخر وهو الأهلي المصري بطل القارة السمراء في ست مناسبات وصاحب 36 بطولة محلية.
وبما أنه لم يعد يفصلنا عن لقاء اياب الدور النهائي بملعب برج العرب سوى ساعات قليلة فإن جمهور الأصفر والأحمر يريد حتما معرفة حظوظ ممثل تونس في اعتلاء منصة التتويج على حساب «المارد الأحمر».
تباين واضح على مستوى الجاهزية البدنية
عدة معطيات موضوعية تؤكد أن الترجي الرياضي يتمتع بأسبقية واضحة على حساب منافسه في الدور النهائي لرابطة أبطال إفريقيا ويمكن اختزالها في النقاط التالية : خاض النادي الأهالي 14 مقابلة فحسب خلال الفترة المتراوحة بين مارس وأكتوبر (منها 12 مباراة لحساب رابطة الأبطال) أما الترجي الرياضي فقد أجرى ما لا يقل عن 32 مباراة في الفترة نفسها باعتبار مباراته المعادة ضد النجم الخلادي). وهو ما يدل على أن الترجي في أوج جاهزيته البدنية وذلك على عكس النادي الأهلي الذي تضرر كثيرا من توقف نشاط البطولة المصرية. اعترف مدرب الأهلي حسام البدري بأن فريقه انهار في الشوط الثاني من مباراته ضد «الشمس البازغة» (لقاء الإياب) بسبب النقص الفادح على مستوى الجاهزية البدنية. تعدد الإصابات في صفوف الفريق القاهري والتي شملت عماد متعب وحسام عاشور وسيّد معوض... وذلك على عكس الترجي الرياضي ومن المؤكد أن هذا المؤشر سيبعثر أوراق حسام البدري خاصة في ظل غياب «الجناج الطائر» سيد معوض الذي عادة ما يساند الخط الأمامي للأهالي من خلال اختراقاته المتواصلة من الجهة اليسرى. ويذكر أن الإطار الطبي للفريق المصري طالب مؤخرا بتجديد رخصة محمد بركات وشهاب الدين أحمد الخاصة بتناول بعض العقاقير الطبية المسموح بها بسبب بعض المشاكل في الهرمونات وهذا الأمر سيؤثر حتما على تركيز هذا الثنائي لأنه جاء ساعات قليلة قبل موعد مباراة الفريق ضد الترجي.
معطيات فنية
بالإضافة إلى عنصر الجاهزية البدنية نلاحظ وجود عدة معطيات فنية وسلوكية وتاريخية ترجح كفة فريق «باب سويقة» على حساب الأهلي : يتمتع الترجي الرياضي بصلابة خطه الخلفي حيث تلقت شباك الفريق ثلاثة أهداف فحسب في 8 مباريات أما شباك شريف إكرامي فقد تلقت 9 أهداف في 8 مقابلات ويذكر أن شباك الأهلي اهتزت في ثلاث مناسبات في مباراة ضد «سان شاين». حارس مرمى الأهلي وهو شريق إكرامي ارتكب العديد من الأخطاء الفادحة في مباريات ناديه في دوري المجموعات حتى أن مدربه طالبه في أكثر من مناسبة بضرورة التحلي بالتركيز ومن بين الهفوات التي ارتكبها إكرامي يذكر هدف مازمبي في شباك الأهالي في لوبومباشي حيث لم يحسن التحكم في الكرة عندما أمسك بها قبل أن تفلت منه كما أنه من الواضح أن إكرامي يواجه عدة صعوبات على مستوى التعامل مع الكرات العرضية. يواجه الأهلي عدة صعوبات أثناء المباريات التي يخوضها في مصر حيث اقتلع فوزا صعبا على «مازمبي» (21) في الدقيقة 89 وانتظر الدقيقة 79 لتسجيل الهدف الوحيد في شباك الزمالك عن طريق النجم أبو تريكة وفاز بهدف وحيد على حساب «الشمس البازغة» في لقاء العودة بمصر . نلاحظ أيضا أن لاعبي الترجي الرياضي أظهروا قدرة كبيرة على التحكم في النفس حسث يوجد في دفتر عقوبتهم عدد قليل من البطاقات الصفراء تسعة انذارات في 8 مباريات أما الأهلي فيوجد في رصيده مالا يقل عن 15 بطاقة صفراء وكذلك بطاقة حمراء. لم يعد بامكان الترجي أن يتحدث عن افتقار لاعبيه إلى عنصر الخبرة بما أن أغلب عناصره ستخوض النهائي الافريقي للمرة الثالثة على التوالي مثل الهيشري وشمام وبن منصور ويوسف المساكني والعياري... عادة ما ينجح الترجي في الخروج بنتيجة التعادل كلما واجه فريقا من الوزن الثقيل خارج تونس فقد حدث ذلك في ذهاب الدور النهائي لهذه المسابقة العام الماضي عندما تعادل مع الوداد (00) في مركب محمد الخامس قبل أن يهزمه بهدف لصفر في تونس ثم تعادل مع مازمبي بالنتيجة نفسها في النسخة الحالية قبل أن يفوز عليه بهدف لصفر أيضا في رادس. يتمتع الترجي بأسبقية معنوية واضحة على حساب الأهلي بما أن الأصفر والأحمر فاز عليه في النسخة الماضية بهدف لصفر في تونس وتعادل معه بهدف ولمثله في مصر وذلك في إطار دوري المجموعات وكان الترجي قبل ذلك قد أزاح الأهلي من الدور نصف النهائي في نسخة 2010 . كثيرا ما يفشل حسام البدري في التحكم في أعصابه حيث أقدم في عدة مناسبات على التشاجر مع بعض لاعبيه أثناء المباريات احتجاجا على مردودهم وذلك على عكس الترجي الذي أدرك أن الدخول في هذه المتاهات والاستفزازات قد تعود بالوبال على الفريق بدليل أن الفريق لم يتحصل على بطاقات حمراء قد تضرّ بحظوظه في التتويج باللقب كما حصل عام 2010 عندما تم اقصاء بن منصور وبن عمر (الدور النهائي) بل إن الترجي أصبح يجبر منافسيه على ارتكاب الأخطاء والتعرض إلى عقوبة الاقصاء كما حدث مع لاعب الوداد في نهائي النسخة الماضية وهو مراد لمسن. تاريخيا نجح أكثر من فريق في المحافظة على تاجه القاري في مناسبتين متتاليتين مستغلا في ذلك «الجيل الذهبي» من اللاعبين الذين بحوزته على غرار مازمبي الكونغولي (1967 و 1968 ثم 20092010) والأهلي (2005 و 2006) واينمبا النيجيري (20032004) وهذا السيناريو قد يعيده الترجي هذه المرة بما أنه صاحب اللقب عام 2011.