كشف رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي عبد الرزاق الهمامي أنّ حزبه يجري اتصالات مع الحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي و«نداء تونس» والحزب الاشتراكي وبعض القوى الوسطية لتشكيل جبهة واسعة تضم كافة القوى الديمقراطية. الهمامي قال ل «الشروق» إنّ «هذه المرحلة هي مرحلة الدفاع عن الطابع المدني للدولة وهي مكسب حقيقي تحقق في المسار الثوري فيما لا يزال المطلب الاجتماعي وكذلك الجانب الوطني في حاجة إلى استكمال المسار ودعمه».
وأوضح الهمامي أنّ «جملة المكاسب المتعلقة بالحقوق المدنية (حق التنظم وحق التعبير وحق التظاهر وغيرها) كلها اكتُسبت لكنها تبقى مهددة لأن هناك انتشارا للعنف السياسي وهناك مشاريع استبدادية قد تُعيد التونسيين إلى المربع الأول».
وأكّد الهمامي أنّ المطلب الديمقراطي مطلب رئيسي وأن كل القوى السياسية والمجتمعية التي ترى ذلك يجب ان تتكتل للدفاع عنه وتحقيقه تأمينا للانتقال الديمقراطي وتحقيقا لأهداف الثورة، موضحا أنّ «هذا ليس مطلبا خاصا باليسار فقط او بالقوى الوسطية الاجتماعية فحسب أو بالقوى الليبرالية، بل هو أمر يهمها جميعا، لذلك طرحنا تشكيل جبهة ديمقراطية واسعة في مواجهة العنف السياسي ومحاولة التراجع عن مدنية الدولة وفي مواجهة مشاريع سلطة قائمة على مرجعيات غير ديمقراطية وغير مدنية أصبحت تحرّك نوازع العنف لدى عدة أطراف سواء تلك التي استهدفت مسيرة المعطلين عن العمل في 7 أفريل أو مسيرة من خرجوا محتفلين بعيد الشهداء في 9 أفريل أو من استهدف السفارة الأمريكية أو حادثة مقتل لطفي النقض في تطاوين وكل أشكال العنف التي راح ضحيتها إما مواطنون أبرياء من الرجال والنساء او رجال الأمن الذين نعتبرهم مناضلين من أجل حماية الوطن».
وحسب رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي فإن تشكيل جبهة من هذا النوع يقتضي العمل على أن تكون جبهة واسعة لا تقصي أحدا ممن يرغبون في الذهاب في هذا الاتجاه، لذلك توجهنا إلى كل القوى الديمقراطية المستعدّة للعمل على هذا الأساس وهي تحديدا الحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الاشتراكي وشبكة «دستورنا» كما كانت لنا محادثات مع «كلنا تونس» وأخيرا دخلنا في حوار جدّي مع حركة «نداء تونس ونحن منفتحون على كل الأطراف من الجبهة الشعبية».
وتمثل هذه الخطوة تطوّرا على الساحة السياسية التي تتشكل من «ترويكا» حاكمة و«ترويكا» معارضة كما اصطُلح على تسميتها (نداء تونس والجمهوري والمسار) إضافة إلى الجبهة الشعبية المشكّلة حديثا.. فهل تنجح القوى الديمقراطية في الالتقاء ضمن جبهة واسعة واحدة؟.