تحتفل بلادنا كسائر بلدان العالم يوم 14 نوفمبر 2012 باليوم العالمي للسكري وفي جرابها 20 ألف مصاب جديد سنويا. وتستقبل مراكز الصحة الأساسية سنويا 230 ألف مصاب بهذا المرض. كيف نوقف التيار؟ وكيف نقي مجتمعنا مخلفات هذه الآفة. وبمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للسكري أعدت إدارة الرعاية الصحية الأساسية هذه السنة تحت إشراف وزارة الصحة العمومية برنامجا وفقا لموضوع هذه السنة «لنحم مستقبلنا من السكّري» وذلك في إطار الحملة الممتدة من سنة 2009 إلى عام 2013 تحت شعار «التثقيف لدى مريض السكري» التي تنظّمها المنظمة العالمية للصحة والفيدرالية الدولية للسكّري ويهدف إلى تعزيز الوعي تجاه مرض السكري وبكيفية التوقّي منه لاسيّما مع ما يشهده العالم من ارتفاع متواصل لعدد الحالات..
ويرتكز الاحتفال هذه السنة على تعزيز ثقافة وقائية لدى جميع الناس بصورة عامّة ولمرضى السكري بصفة خاصّة وذلك قصد الوقاية من المرض في مرحلة أولى والتحكم فيه والتعايش معه فيما بعد الإصابة وذلك من خلال التثقيف والتوجيه والإرشاد والإحاطة عن طريق مختلف الأطراف وعبرالوسائل والقنوات المتاحة لذلك.
وقايةوتؤكّد المنظمة في تقاريرها أنّ عدد المصابين بالسكري يتجاوز 350 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ومن المرجّح أن يزداد هذا العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك.
والجدير بالذكر أنّ نحو 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.كما أفادت تقارير الفيدرالية الدولية للسكّري أنّ هذا المرض بات يمثّل كارثة مجتمعية عالمية لما له من انعكاسات متعدّدة صحية واجتماعية واقتصادية. و تشير إلى أنّ 280 مليون شخص معرّضون للإصابة بالمرض وأنّ مناطق افريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ستشهد الزيادة الأكبر في انتشار السكّري .
ويتسبّب السكّري في وفاة 4.6 ملايين نسمة سنويا ويعتبر من العوامل العشرة الأولى المسبّبة للإعاقة في العالم. كما تبيّن المنظمّة العالمية للصحّة أنّ انتهاج تدابير بسيطة لتحسين أنماط الحياة والحرص على اتباع سلوك صحّي آمن وسليم يعتبر من الأمور الفعالة في الوقاية من السكري أو تأخير ظهوره. وتعتمد أهمّ وسائل الحماية من المرض في :
1) اتباع نظام غذائي صحي يقلّص من استهلاك اللّحوم الحمراء ويعتمد خصوصا على الغذاء النّباتي بحيث ينصح بالإقبال على الفواكه والخضر يوميّا مع التقليل من استهلاك السكر والدهون المشبّعة.
2) ممارسة النشاط البدني ما لا يقلّ عن 30 دقيقة، 3 أيام في الأسبوع على الأقلّ لاجتناب السّمنة. وقد أعلنت الفيدرالية الدولية للسكري أنه من الممكن الوقاية من مرض السكري من النوع 2 بنسبة 58% عن طريق إتباع نظام غذائي صحي ونشاط بدني منتظم.
3) تجنّب التدخين الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية.4) الوقاية من الضغط النفسي حيث أنّ الحالة النفسية السيئة تؤدي إلى اختلال معدل السكري عن الحد الطبيعي .
5) الحرص على تقصّي السكّري لدى الفئات التي لها عوامل اختطار من خلال القيام بفحوصات دورية.
وقد أثبت هذا التمشّي جدواه من ناحية تقليص خطر الإصابة بالمرض وبالمضاعفات المرتبطة به بما في ذلك فقدان البصر والجلطة القلبية أوالدماغية والقصور الكلوي.
برامجأما على المستوى الوطني فتقدر حاليا نسبة الإصابة بمرض السكري عند الفئة العمرية 20 سنة فما فوق ب17% كما أن 230000 من المصابين بالسكري يعودون مراكز الصحة الأساسية سنويا.
ويتمّ سنويّا اكتشاف ما يقارب 20000 حالة جديدة للسكري.وقد اهتمت بلادنا منذ عقدين من الزّمن بصحة المرضى المزمنين من خلال البرنامج الوطني لرعاية مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم الذي يهدف إلى تدعيم الوقاية الأوّليّة وتأمين رعاية جيدة للمصابين وتعزيز التقصي المبكر للمضاعفات ، ويعتمد البرنامج أساسا على تدعيم التثقيف الصحي بتوفير الدعائم التوعوية الملائمة من مطويات ومعلقات وملصقات وومضات تحسيسية واشرطة فيديو إلى جانب اعتماد علاقة تفاعل وشراكة مع وسائل الإعلام والمجتمع المدني في حملات التحسيس الوطنية والجهويّة مع الحرص على تدعيم التكوين المستمرّ لأعوان الصحّة وتوفير جميع الوسائل الضرورية لتأمين التكفل والإحاطة الناجعة بهذه الفئة من المرضى المزمنين.
وبمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمرض السكري أعدت إدارة الرعاية الصحية الأساسية برنامجا احتفاليّا يتوزع على إعداد حصص تثقيفية وتمرير ومضات إذاعية حول الموضوع وإعداد وتوزيع وسائل تحسيسيّة وتثقيفيّة ولافتات عملاقة لوضعها بالساحات العامة بمدن تونس الكبرى وتنظيم ورشة حول كيفية إعداد الأكلة السليمة لمريض السكري نوع 2 وملتقى تكويني حول الموضوع لفائدة أطباء الخطوط الأمامية.