أكدت أنقرة على حقها في استخدام جميع أنواع الأسلحة لمواجهة ما سمته التهديدات القادمة من سوريا فيما اعتبرت موسكو أن الغرب بدأ يراجع موقفه من الأزمة السورية مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل عن منصبه. أشار الرئيس التركي عبدالله غول إلى أن بلاده تتمتع بالحق في استخدام جميع أنواع السلاح لمواجهة التهديدات القادمة من سوريا وذلك في سياق تعليقه على امكانية نشر منظومة «باتريوت» الصاروخية على الحدود مع سوريا, حسب تعبيره. «الدفاع عن النفس»وزعم غول «ان نشر (باتريوت) يتم بحثه في حلف الناتو.. فنحن نتخذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن أنفسنا، وهذا أمر طبيعي».
وكان مسؤول دبلوماسي تركي رفيع المستوى قد اعلن في تصريح أدلى به لصحيفة «حرييت» التركية أن أنقرة تنوي الطلب من «الناتو» نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا بسبب احتدام التوتر على الحدود التركية السورية.
وقال أيضا: «نحن نعتزم توجيه مثل هذا الطلب في حال تكرار الاعتداءات علينا».موافقة أمريكيةبدورها أوردت مصادر إعلامية مطلعة أن الطلب التركي يحظى بموافقة أمريكية حيث نسبت إلى مسؤولين في الدوائر الأمريكية العسكرية والسياسية الضيقة قولهم : يمكن نشر صواريخ «باتريوت» على الجانب التركي من الحدود السورية لأسباب دفاعية، لكن واشنطن غير مستعدة لنشر أية معدات عسكرية داخل سوريا، لأن من شأن هذا الأمر انتهاك السيادة السورية وان يؤدي إلى تصعيد عسكري خطير.
لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اشار خلال زيارة الى اندونيسيا، الى ان بلاده «لم تقدم حتى الان اي طلب» يتعلق بنشر هذه الصواريخ، كما ذكرت شبكة «ان.تي.في» التلفزيونية.وقال مسؤول في الحلف الاطلسي في بروكسيل ايضا «لسنا على علم بأي طلب من تركيا حول هذه النقطة».مراجعة الحساباتفي هذه الأثناء , قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب يعيد مراجعة موقفه من المعارضة السورية.
وأضاف لافروف في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي لدي انطباع انه وخلال البضعة أسابيع الماضية بدأ الموقف الغربي من المعارضة السورية بالتغير بشكل ملحوظ ويعود ذلك إلى الاحباط بشان الفشل في توحيد هذه المعارضة من جهة ومن جهة اخرى بسبب المخاوف المتنامية من هيمنة قوى جديدة غير تلك التي كان الغرب يراهن عليها. وتابع ان موسكو تعتقد بانه من الأساسي والحاسم ان يتم توحيد المعارضة حول بيان جينيف لافتا إلى انه وحتى الان كانت المحاولات التي اتبعت لتوحيدهم قد جرت على ارضية العمل ضد الحكومة السورية وهو امر خاطئ.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى ان موسكو لا تزال تواصل جهودها بهذا الشان فهي تقابل ممثلي مجموعات المعارضة المختلفة لتعزيز فكرة الحوار بينها وبين الحكومة السورية. وأكد أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل ولن يترك منصبه مشيرا إلى أنه عازم على القتال إلى حد تحقيق النصر. وشدد في هذا السياق على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب في الشام بين كافة الأطراف.