تعتبر معتمدية العيون من أفقر معتمديات ولاية القصرين ويسكنها حوالي 22 ألف ساكن وهي من أجمل المناطق في الولاية حيث تقع في قلب غابات الصنوبر الحلبي تحيط بها الجبال من كل حدب وصوب علاوة على تمتعها بثروات مهمة. غير ان المعتمدية تواجه اليوم صعوبات قد تفرغها من سكانها نتيجة غياب ضروريات الحياة لا كمالياتها ومن بين الضروريات المستشفى الذي وإن جعل ليهب الحياة الى الناس ويساعدهم على تجاوز عللهم إلا أنه في حاجة الى من يعالجه. هذا المستشفى لا شيء يوحي فيه بصفته بل هو مجرد بناية عادية لا يمكنك تفريقه عن باقي البناءات المتواضعة في كافة معتمدية بالعيون والتي تشهد على فقر معشش هناك حتى كاد الاهالي يستبطنونه وحين تتوغل الى داخله تصاب بدهشة كبيرة نظرا لفقدان هذه المؤسسة الصحية التي أنشأت لأكثر من 22 ألف ساكن لأبسط شروط الصحة أولا ولأبسط الادوات الطبية ثانيا كالإبر مثلا في الوقت الذي تتمتع فيه العديد من المؤسسات الصحية في المناطق المحظوظة بتخمة على مستوى الآلات وكأن سكان هذه المعتمدية لا يتمتعون بصفة البشرية كغيرهم من خلق الله هذه الوضعية جعلت السكان هناك والموظفين أيضا يتذمرون على غرار الممرضة حنان سايحي التي صرحت ل«الشروق» بأن الصّحة مفقودة نتيجة غياب الأدوات اللازمة فحتى الضمادات والحقن غير موجودة أما الاطار الطبي فحدث ولا حرج فعدد الأطباء العامين اثنان فهل يكفي هذا الاطار ل22 ألف ساكن ؟ فالولاية تزخر بالأطباء المتخرجين والعاطلين عن العمل فلماذا لا يتم انتدابهم في ظل انعدام رغبة الأطباء في العمل في مثل هذه المناطق ؟ ومن المفارقات أن هذا العدد الهائل من السكان وفرت له وزارة الصحة سريرا وحيدا بالمستشفى ، هذا النقص جعل الاطار الطبي وشبه الطبي يستعمل في بعض الأحيان وسائل خاصة شخصية وهذا النقص في المعدات أدى الى ارتفاع حالات الوفيات في المعتمدية كما أشارت محدثتنا الى غياب التقنيين وتهرئ وحدة التصوير وتآكل حتى أبواب الأقسام حيث شاهدنا بابا نصفه مهشم مما يجعل الهواء يتسرب الى المريض.
اما صابرين عبيدي وهي ممرضة أيضا بذات المستشفى طالبت بالحراسة وبإنشاء سور خارجي يقيهم من شر المتطفلين خاصة وأنهم عانوا الأمرين من تجاوزات أصحاب السوء وخاصة ليلا حيث يتجند الممرضون والممرضات للسهر على إنقاذ الأرواح البشرية رغم المعدات الغائبة والبسيطة في هذا المكان المنزوي والخطير جدا وتذمرت هي الأخرى من الوضعية المزرية للمستشفى فوزارة الصحة مطالبة بالإسراع في توسعة هذا المبنى خاصة وأن الأراضي البيضاء موجودة في ساحته وتجهيز المستشفى بالمعدات اللازمة باعتبار أن معتمدية العيون تبعد عن القصرين حوالي 70 كيلومترا رغم سوء وضعية المستشفى الجهوي بالقصرين أيضا.