نذر الحرب الغربية على سوريا باتت تلوح في الأفق بقوة خاصة مع تأكيد لندن استعدادها لعمل عسكري محدود في الشام وفي ظل تسريبات إعلامية عن تدريب القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية لمرتزقة قصد اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد. صرح الجنرال ديفيد ريتشردز رئيس هيئة الأركان العامة البريطانية على الهواء مباشرة لقناة «بي بي سي» أمس بأن بريطانيا لا تستبعد إمكانية التدخل العسكري المحدود في سوريا.
تدخل عسكري بريطاني وقال ريتشردز:«التدخل العسكري لبريطانيا في سوريا هوبلا شك ما ينبغي علينا دراسته في الوقت الراهن، فالوضع الإنساني في البلاد يزداد سوءا يوما بعد آخر، وهو ما قد يؤدي إلى تدخل محدود في هذا البلد» وأضاف:«على المجتمع الدولي أن يحدد الطريقة والكيفية المناسبة لتنفيذ هذه العملية».
وحسب كلامه، يمكن إرسال فصائل غير كبيرة إلى سوريا في شتاء العام الجاري مضيفا «نحن ندرس بصورة مستمرة الحلول الممكنة لهذه المشكلة. ويتلخص عملي في تقييم هذه الخطط ومدى إمكانية تنفيذها».
يذكر أن «جون غينغ» رئيس قسم التنسيق بمفوضية الأممالمتحدة للقضايا الإنسانية كان قد صرح الجمعة الفائتة بأن هناك زهاء 100 ألف شخص في سوريا لا يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إليهم بسبب وجودهم في الأحياء التي خضعت لفترات طويلة لسيطرة المجموعات المسلحة.
دوريات في سماء سوريا في هذه الأثناء, ذكرت صحيفة «ديلي ستار صندي» أن مقاتلات تابعة لسلاح الجوالملكي البريطاني يمكن أن تقوم بدوريات في سماء سوريا قريباً، في إطار خطة جديدة بينَ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقالت الصحيفة إن كاميرون «يعد لاستخدام سلاح الجوالملكي البريطاني من أجل فرض حظر على الطيران في جميع أنحاء سوريا».
وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي الذي أٌعيد انتخابه لولاية ثانية الأسبوع الماضي «يدرسان أيضاً القيام بعمل عسكري في سوريا وتسليح المتمردين رسمياً، فيما سيكون الموضوع السوري على رأس جدول أعمال مجلس الأمن القومي التابع للحكومة البريطانية في اجتماعه المقرر هذا الأسبوع».
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مصادر حكومية «أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية تساعد في تدريب فرق اغتيال تابعة للمتمردين السوريين على استهداف الرئيس بشار الأسد ومساعديه، وفي تدريب قواتهم على استخدام أسلحة ومتفجرات جديدة».
وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من الخطة «تنطوي على إقامة منطقة حظر الطيران ستتولى حمايتها قوات بريطانية وأمريكية وفرنسية، وملاذات آمنة في سوريا وتركيا والأردن».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله «إن كاميرون وأوباما لا يمكن أن يسمحا للنظام السوري بالاستمرار في قصف المدنيين، ونحن لا يمكننا القيام بذلك ولكننا نستطيع تكليف جهة بهذه المهمة». حسب تعبيره.
وأضاف المصدر «الكثير من عناصر الجيش الحر جنود سابقون ويعرفون كيفية إطلاق النار، لكنهم يحتاجون للمزيد من التدريب من قواتنا الخاصة ولا سيما ما يتعلق بالاشارات الرئيسية ومعدات الاتصال».
وكانت الصحيفة نفسها قد ذكرت من قبل أن بريطانيا وضعت خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سوريا، ونشرت فيها وحدات من قواتها الخاصة وعملاء من جهاز أمنها الخارجي (آم آي 6) لمساعدة المتمردين.
بدورها , كشفت مصادر إعلامية مطلعة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قدم مقترحات تقضي بانهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على تصدير الاسلحة الى سوريا انطلاقاً من حق الدفاع عن النفس» في اشارة إلى ان « المعارضين للرئيس بشار الاسد يطالبون بالحصول على قائمة من الاسلحة التى يقولون انها ستسمح لهم بحسم المعارك والاطاحة بالنظام.
وفي ظل اعتراف جماعات معارضة بإعدام معتقلين فان مقترحات لندن سببت ارتباكا لدى مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية وفي عواصم اخرى لدول حليفة.