شغلت حادثة سرقة حوالي مليار من الوكالة الجهوية للنقل البري بأريانة الشارع التونسي نظرا الى ضخامة المبلغ وأيضا الى كون عملية الاختلاس تمّت بعد الثورة، ولمزيد تسليط الضوء على مجريات هذه الحادثة انتقلت «الشروق» الى مقر الوكالة وكانت لنا لقاءات مع مدير الادارة ومجموعة من الموظفين والمواطنين. قال سالم بن زيد مدير الوكالة الجهوية للنقل البرّي بأريانة ل«الشروق» إنه سمع عن عملية الاختلاس كبقية الناس لأن الموظف وهو قابض معاليم يتعامل مباشرة مع شركة خاصة تقوم بدور الوسيط مع القباضة المالية لذلك حيثيات هذا الموضوع تكون مع الادارة المالية للوكالة الفنية للنقل البري وأكد أن الموظف كان موظفا عاديا ولم يلفت له الانتباه وحتى زملاؤه لم يلاحظوا أي تصرف غير عادي.
ومن جهتها أضافت إحدى الموظفات داخل الوكالة الجهوية بأريانة أن القابض الذي اختلس المليار التحق بوظيفته إثر الثورة مباشرة، في حين أكد موظف آخر أن زميله استطاع الحصول على هذه الوظيفة بواسطة مسؤول في الادارة الفنية وكانت تصرفاته عادية جدا وكان خلوقا ولم تظهر عليه علامات الريبة أو الخوف.
طرفة... ولكنمن المضحكات المبكيات أن عملية اختلاس حوالي مليار من الوكالة الجهوية للنقل البري بأريانة أصبحت طرفة لدى الموظفين لأن القابض المتهم بالسرقة موظف جديد بالوكالة واستطاع في بعض الأشهر سرقة مليار في حين أن الاطارات الآخرين الذين يعملون منذ سنين طوال لم تستول على هذا المبلغ، حيث تقول احدى الموظفات «نعمل منذ سنين ولم نسمع مثل هذه الفضيحة، المتورّطون لم تتجاوز سرقاتهم 200 ألف دينار وهذا الشاب خدع الجميع سواء إدارته الجهوية أو المركزية وهنا نتساءل من وراءه؟ لأنه من المستحيل القيام بهذه الجريمة بهذه الطريقة المنظمة بمفرده!عجائب الثورة
قال سائق تاكسي يدعى عماد خيرية إنه بحكم عمله يعرف جيدا الموظف واستغرب أن يكون سارقا لهذا المبلغ، حيث أكد أنه في احدى المرّات حاول مواطن رشوته فرفض وأعطاه درسا في الأخلاق والمبادئ.. وأضاف شاهد آخر أن القابض المتهم بالسرقة لم تظهر عليه علامات الثراء بل كان انسانا عاديا مثل بقية الموظفين يعتمد على النقل العمومي، مضيفا «فعلا لقد خدع الجميع دون استثناء».