توفي صباح أمس في حدود الساعة الخامسة صباحا الشاب محمد البختي المتهم في قضية اقتحام السفارة الامريكية بتونس في مستشفى منفلوري بالعاصمة تحديدا بقسم الانعاش أين كان يرقد بعد دخوله في حالة غيبوبة بسبب تعكر حالته الصحية الناتجة عن دخوله في اضراب جوع مدته 53 يوما بسجن المرناقية. وقد تم نقله بعد ذلك الى مستشفى شارل نيكول بالعاصم.
خبر وفاة محمد البختي انتشر بسرعة فتوجهنا في الصباح على عين المكان خاصة أننا كنا ننتظر الاعلان عن وفاته رسميا باعتبار أن مصادر طبية كانت أكّدت لنا في وقت سابق أنه توفي سريريا.
تحولنا الى المستشفى فلاحظنا وجود بعض الملتحين وبعض أفراد عائلته وقد لاحظنا عند دخولنا الى مستشفى شارل نيكول توتّرا لدى البعض وخوفا لدى البعض الآخر من الاطار الطبي والشبه الطبي من ردّة فعل عائلة الشاب محمد البختي والعناصر السلفية خاصة أنه يعتبر من القادة.
الحضور الأمني لم يكن كالعادة مكثفا فقد لاحظنا وجود بعض الأعوان المنتمين للأمن والجيش الوطني وهم موجودون بشكل عام بالمستشفى لتوفير الحماية الأمنية له وللعاملين فيه وللاطار الطبي.
وعلى عكس عائلة الشاب بشير القلي فإن عائلة محمد البختي قبلت بعرض جثة ابنها على التشريح الطبي الذي أذنت به النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وذلك لمعرفة أسباب الوفاة.
وقد كان الفريق الطبي مستعدا ومتهيئا لعملية التشريح التي تمت بسرعة وفي وقت مبكر. بعض أفراد عائلته والحاضرين كانوا رابضين أمام المستشفى مجموعة تجدها أمام بيت الأموات وأخرى أمام ادارة المستشفى أحيانا يتحدثون وأحيانا يواسون بعضهم بعضا.
وبعد اتمام الاجراءات الادارية منها استخراج شهادة نقل جثة تم نقل جثة الشاب محمد البختي بواسطة شاحنة الى مسقط رأسه بزغوان تحديدا بمنطقة حمام الزريبة من ولاية زغوان أين سيتم دفنه بمقبرة جرادوا علما أن عمره لا يتجاوز 28 عاما وهو طالب مرسم بالسنة الأولى شريعة اضافة الى أنه أعزب.
وحسب ما أفادت به مصادر طبية فإن وفاة الشاب محمد البختي كانت نتيجة تعرضه الى نزيف دماغي حاد أدخله في غيبوبة الى جانب أن جهازه العصبي تعطل مما أثر على جميع أعضائه التي أصبحت غير قادرة على أداء وظائفها.
وعن أسباب النزيف ذكرت مصادرنا أن تقرير التشريح الطبي مازال غير جاهز بعد ولكن حسب المعطيات الاولية فإن تعكر حالته الصحية الناتجة عن اضراب الجوع يمكن أن تكون من أسباب تعرضه الى نزيف دماغي حادّ.
أما هيئة الدفاع عن الموقوفين في قضية اقتحام السفارة وغيرها فقد أكّدت أن وفاة محمد البختي كانت في ظروف غامضة ومسترابة وأن التحقيقات والأبحاث ستكشف خفايا وملابسات الوفاة والتي من خلالها يمكن محاسبة الجهة المعنية بذلك.