تزامنا مع الحديث عن التوصل الى تهدئة بين غزة وتل أبيب, أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية استعدادها للحرب البرية متوعدة الكيان الصهيوني بتحويل القطاع الى مقبرة للغزاة فيما قاربت قافلة شهداء الغارات الصهيونية المائة شهيد. واستهدفت المقاتلات الصهيونية أمس تجمعات مدنية كثيرة في القطاع مما أدى الى استشهاد العشرات من الفلسطينيين.
غارات واغتيالات
وأعلنت القيادة العسكرية للعدو الصهيوني أنها اغتالت القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي رامز أديب حرب خلال غاراتها العسكرية المكثفة. وتعرض مبنى «برج الشروق» الاعلامي الواقع وسط غزة الى قصف صهيوني بأربعة صواريخ، ما أدى الى سقوط عدة اصابات في صفوف الاعلاميين. ويضم هذا المبنى مكاتب لوسائل اعلامية عدة، وأفادت معلومات تناقلتها جهات صحفية أن عددا من الصحافيين حوصروا في المبنى المذكور، ونقلت وسائل اعلام عدة عنهم مناشدتهم للجهات الدولية والمنظمات المعنية بحماية الصحافيين للتدخل من أجل انقاذهم.
وفي ذات السياق سقط اكثر من عشرين شهيدا بينهم اطفال وعشرات الجرحى بغارات مكثفة للاحتلال منذ فجر أمس على قطاع غزة. حيث رفع الاحتلال وتيرة استهداف المؤسسات المدنية والحكومية في القطاع في وقت بلغت حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة الى مئة شهيد واكثر من 700 جريح. كما استشهد اربعة اشخاص بينهم طفل في غارة على «حي الزيتون» في مدينة غزة.
وسقط شهيدان في قصف شرق خان يونس وآخران في غارة اسرائيلية على بلدة «القرارة» في خان يونس و3 شهداء في غارة جوية على «دير البلح». وقد أدت غارات الليلة قبل الماضية الى استشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال، بعد غارة جوية استهدفت فجرا منزل عائلة (ابو زور) في حي الزيتون حيث سقط اربعة شهداء بينهم طفل في الخامسة من العمر وأصيب عدد من أفراد العائلة بجروح. كما أعلنت لجنة الاسعاف والطوارئ عن استشهاد امرأة جرَّاء غارة اسرائيلية استهدفت منزلا في مدينة رفح.
وفي غزة أصيب مواطن فلسطيني بجروح خطيرة في غارة صهيونية استهدفته بينما كان يقود دراجة نارية غرب المدينة لكنه ما لبث أن استشهد متأثرا بجروحه. وفي غارة رابعة على حي الشجاعية شرق غزة استشهد مواطن فلسطيني. وسبق ذلك اصابة خمسة فلسطينيين اثر استهداف منزلهم في حي الشجاعية.
بدورها واصلت المقاومة الفلسطينية التي قصفت أول أمس تل أبيب وعشرات المستوطنات أمس قصف المستوطنات والمراكز العسكرية المحاذية للقطاع. واستهدفت المقاومة الفلسطينية مستوطنات «شعار هنيغف» و«ريعيم» بالصواريخ كما سقط صاروخ في ايلات.
واعلنت سرايا القدس قصف بئيري وأشكول وكيسوفيم وموقع أبو صفية ب11 صاروخ 107 وقذيفة هاون واستهداف أسدود وبئر السبع ب6 صواريخ غراد. واستهدفت السرايا مواقع عسكرية صهيونية ب8 صواريخ 107.
وأصيب مبنى بشكل مباشر بمستوطنة «جان يبنا» شرق أسدود جراء سقوط صواريخ المقاومة صباحا. كما اصيب مبنى بشكل مباشر في مدينة عسقلان جراء سقوط صواريخ فلسطينية. واعلنت كتائب القسام قصف أوفيكيم ب 10 صواريخ غراد، وسقطت 5 صواريخ في أشكول.
في هذه الأثناء، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» استهداف مدينة «هرتسيليا» الاسرائيلية، التى تبعد عن قطاع غزة 80 كيلو مترا، بصاروخ مطور يطلق لأول مرة، فيما لم تعلق اسرائيل على ذلك. وتعتبر مدينة هرتسيليا من أرقى وأغنى الأحياء في الكيان الصهيوني حيث السفارات ومنازل الدبلوماسيين الأجانب ورجال الأعمال، ويقطنها نحو 87 ألف مستوطن. كما أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قصف مدينة تل أبيب للمرة الثالثة.
وفي سياق وعيد المقاومة الفلسطينية للكيان الصهيوني اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في مؤتمر صحفي له بالقاهرة ان معنويات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يتعرض للقصف من قبل اسرائيل لا تزال عالية. وقال مشعل ان غزة «تقف شامخة في وجه آلة الارهاب والقتل والتدمير الاسرائيلية وكل من يدعمها ويتواطأ معها». وتابع قائلا: «نحن أصحاب قضية عادلة لاننا لم نعتد على احد»، مضيفا ان «من يعتدي على فلسطين يقبر فيها ولا ينتصر على شعبها».
وأعرب عن اعتزازه بالمقاومة الفلسطينية وابطالها الذين «يحرسون أرض الوطن ويدافعون عنها ولا ينكسرون امام العدو». كما قال انه متألم للضحايا الفلسطينيين و«لكل طفل فلسطيني يسقط على ارض فلسطين» والعوائل الفلسطينية التي فقدت ابناءها، والقياديين الفلسطينيين الذين قضت عليهم اسرائيل، وخاصة أحمد الجعبري.