كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن ارسال واشنطن قطعا بحرية قتالية أمريكية قبالة شواطئ فلسطينالمحتلة لتقديم الدعم العسكرية واللوجستي للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة الذي أكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه سينتهي خلال الساعات الجارية. ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية عن قناة ال CNN الامريكية تأكيدها بأن الادارة الامريكية قررت ارسال ثلاث سفن حربية امريكية برفقة سفينة للنقل الى البحر المتوسط وتحديدا الى شواطئ «اسرائيل» من اجل نقل الامريكيين حال تدهور الاوضاع ودخول «اسرائيل» حربا برية قد تقود لتطورات خطيرة جدا.
اجلاء
وقالت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة تستعد لاجلاء مواطنيها من المنطقة مشيرة الى ان ثلاث سفن حربية كبيرة تشق طريقها الى المنطقة لاجلاء المواطنيين الامريكيين من «اسرائيل» اذا لزم الامر وفق ما افاد مسؤولان أمريكيان كبيران للقناة. وحسب المسؤولين فان نسب اجلاء الامريكيين ما تزال منخفضة ولا تريد ادارة الرئيس أوباما اتخاذ مثل هذا الاجراء مشيرين الى ان الامريكيين يستطيعون القيام بذلك عبر الرحلات الجوية الان لكن ارسال السفن للمنطقة حتى تكون في جاهزية تامة لاية طارئ.
ووفقا للتقرير الامريكي فان السفن الثلاث تحمل على متنها 2500 جندي امريكي من قوات المارينز. وكانت السفن في طريقها الى قواعدها بالولاياتالمتحدة في ولاية «فرجينيا» استعدادا للاعياد لكن تقرر ارسالها بمهمة طارئة الى البحر المتوسط. يشار الى ان استطلاعا للرأي أجرته قناة الCNN قد كشف ان غالبية الامريكيين تعتقد ان من حق «اسرائيل» تنفيذ عملية عسكرية في غزة وانهم يدعمونها في هذه العملية فيما قال الرئيس باراك أوباما انه يدعم «حق اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها».
ميدانيا، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء أمس عن مصدر في دوائر الحكومة الاسرائيلية قوله ان اسرائيل أجلت اتخاذ قرار بالتدخل العسكري البري في قطاع غزة لمدة 24 ساعة على الأقل لاعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية. وأكد المصدر ان الاسرائيليين مهتمون ليس في اختتام المرحلة الحالية من الصراع فقط، بل و في حل طويل الأجل للقضية الفلسطينية بمشاركة الضامنين الدوليين. وأشار الى ان اسرائيل تريد ضمانات بعدم استئناف القصف الفلسطيني وعدم اعادة عسكرة قطاع غزة، ولكنها غير مستعدة للاعتماد على وساطة مصر فقط. واعترف المصدر بأن اسرائيل تتعرض لضغط المجتمع الدولي الذي لا يريد تصعيد الصراع، وهي تهتم بايجاد حل بدون تدخل القوات في قطاع غزة الذي سيؤدي الى زيادة الخسائر البشرية من كلا الجانبين.
انهاء العدوان
بدوره، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أنه سينهي العدوان الاسرائيلي على شعب غزة خلال الساعات القليلة الجارية . وندد بالعدوان الاسرائيلي على غزة، وأكد على أنه سينهي هذا العدوان الغاشم قريبا دون الافصاح عن كيفية ذلك، مترحما في نفس الوقت على أرواح ضحايا قطار أسيوط والعدوان الاسرائيلي على غزة. وارتفع عدد الشهداء في اليوم السابع للعدوان الصهيوني على غزة الى 116 شهيدا وذلك عقب استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة عدد من الشبان في غارات الاحتلال على القطاع.
فقد استشهد المواطن أحمد خالد دغمش ظهر أمس في احدى المشافي المصرية، متأثرا بجروح أصيب بها الأحد الماضي بغارة صهيونية على حي الصبرة بمدينة غزة. كما استشهد المواطن محمد بدر بعد قصف منزل المواطن حسن أبو طماعة في شارع السلام بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة في غارة جديدة بعد ظهر أمس ما أدى لتدميره تماما، اضافة لاصابة 4 مواطنين آخرين نُقلوا لمستشفى الأقصى في دير البلح. وكانت طائرات الاحتلال قد كثفت غاراتها الجوية، منذ فجر أمس على مختلف مناطق القطاع، اذ أدت غارة طائرة استطلاع صهيونية على حي المغراقة شمال النصيرات جنوب مدينة غزة، لاستشهاد المواطن محمود رزق الزهار واصابة طفله أحمد ونقلا على اثرها لمستشفى الشفاء في المدينة.
من جهتها، ردت المقاومة الفلسطينية بصليات من الصواريخ التي انهمرت على جنوب الكيان الصهيوني وعدد من المدن الصهيونية في قلب الكيان حيث أكد اعلام العدو أن أكثر من 116 صاروخا سقطت على المدن الصهيونية.
واستهدفت مدنا مركزية مثل تل أبيب وهرتزليا والقدس المحتلة ما اثار حالة خوف وهلع في الشارع الصهيوني الذي بدأ يتذمر من النزعة الحربية لزعمائه . من جانبه، توعد القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري ل«حماس»، محمد الضيف الكيان الاسرائيلي بدفع «الثمن باهظا» لو فكرت في شن حرب برية على غزة. وقال الضيف في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الأقصى التابع لحماس «العدو سيدفع الثمن باهظا لو فكر الدخول الى غزة»، مؤكدا أن «الحرب البرية هي الأمل الأكبر في اطلاق سراح الأسرى»، في اشارة الى قدرة الكتائب على أسر جنود اسرائيليين . وأضاف قائد القسام أن «أداء المقاومة في المعركة أذهل العدو الاسرائيلي».