المدرب الوطني السابق عامر حيزم يحمل في جرابه خبرة طويلة في ميدان التدريب. أسّس لها منذ المنطلق بالحصول على أعلى الشهادات من المدارس الألمانية وبتدريبه لعميد الأندية محليا وخارجيا وقد استغلّت «الشروق» فرصة الراحة التي خضعت لها ال «كان» لمحاورته لكم وتقييمه للدور الأول لهذه الكأس الافريقية. * بعد نزول الستار على فعاليات الدور الأول كيف تقيّم مستوى المنتخبات المشاركة ؟ في مثل هذه الدورات المهم هو تخطي الدور الأول لأن الأداء والإقناع يأتيان بعد النتائج. فالمنتخب المصري مثلا لعب جيدا وقدّم مردودا مقنعا لكن لم يكن النجاح حليفه واضطرّ الى الانسحاب بالرغم من كونه أفضل من بعض المنتخبات التي عرفت كيف تجمع النقاط وتمرّ الى الدور القادم. * انسحاب المنتخب المصري شكّل مفاجأة الدور الأول، ما هي الأسباب حسب رأيك ؟ بالتأكيد لم يكن منتخب مصر يستحق هذا الانسحاب المبكر، فهو يضم مجموعة من اللاعبين أراها أفضل من تلك التي رفعت الكأس في بوركينا فاسو وقدّم مردودا طيبا أمام الجزائر لكن الحظ لم يكن إلى جانبه.. لقد سيطر على أغلب ردهات لقاء الكامرون لكنه لم يعرف كيف يجتاز الحاجز النفساني للفوز بورقة الترشح للدور ربع النهائي. وكنت أتمنى في أواخر لقاء الثلاثاء الماضي لو تسلّح المدرب محسن صالح بالجرأة والشجاعة ويلعب الكل في الكل فهو يعلم أن تلك النتيجة تقصيه من السباق ولكنه لم يقم حتى بإقحام مهاجم آخر. وفي اعتقادي أن مشكلة المنتخب المصري هي النجومية.. أنا أسأل ماذا أضاف النجوم لهذا المنتخب؟ * منتخبنا مرّ الى الدور القادم.. هل تراه جديرا بتصدّر مجموعته ؟ الأكيد أن صاحب الأرض ولئن يلعب فوق ميدانه وأمام أحبائه فإنه معرّض الى ضغوطات كبيرة، إذ لا أحد يسمح له بالتعثر، لذا كان المنتخب الوطني يلعب تحت هاجس الخوف من الهزيمة. صحيح أن مجموعتنا ضمّت فرقا في متناولنا، لكن هذه الفرق التي خلناها صغيرة فاجأتنا بإصرارها على التألق، فباستثناء منتخب الكونغو الذي خيّب ظنّي وكنت أنتظر منه نتائج أفضل فإن المنتخبين الآخرين لم يكونا سهلي المنال فمنتخب رواندا أرهقنا والمنتخب الغيني وقف أمامنا الندّ للندّ إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد بأن منتخبنا نجح في الاختبار الأول. * بعد ترشحنا سنواجه في الدور ربع النهائي منتخب السينغال.. هل كنت تخيّر ملاقاة هذا المنتخب على مواجهة المنتخب المالي الذي لاح في صحّة جيّدة؟ لئن اعتبر بعض الملاحظين أن ملاقاتنا لمنتخب السينغال أيسر من التباري مع مالي فإني أعارض هذا الرأي.. فالمنتخب المالي الذي لاح جيد العطاء والمردود، ويضمّ مجموعة من اللاعبين البارزين ويدفعه طموح كبير للتألق كان بإمكاننا تحقيق الانتصار أمامه خاصة وأن دفاعه لاح سهل الاختراق. ولنا قوة هجومية ضاربة قادرة على الوصول الى شباكه، بينما سيكون المنتخب السينغالي منافسا عتيدا وعنيدا فلا يجب على لاعبينا أن يغتروا بالمستوى المتواضع الذي ظهر به في الدور الأول. فهذا المنتخب يضم في صفوفه لاعبين بارزين يحترفون بفرق كبيرة بإنقلترا وفرنسا وايطاليا. وهم قادرون على التدارك وقلب الأوضاع في أي لقاء.. * لو كنت على رأس المنتخب أية طريقة تختار؟ أختار افتكاك المبادرة لأن الخضوع الى مشيئة السينغال يخلق لنا خطرا كبيرا وأعتقد أن التسربات الجانبية من أفضل الطرق الموصلة الى شباك المنافس. وفي رأيي أن منتخبنا مطالب بإعادة سيناريو الشوط الثاني من لقاء الكونغو. * كيف تقيّم حظوظنا إذن في لقاء السبت ؟ إنها مهمة عسيرة ولكنها ليست بالمستحيلة، فنحن تخطينا الدور الأول وعلينا الآن بالتعامل مع هذا اللقاء بالاعتماد على الهجوم وكسب معركة وسط الميدان واليقظة في الدفاع. * نعود الى تقييم مستوى بقية الفرق كيف تراءئ لك؟ إنه دور المفاجآت : فمنتخب الجزائر الذي وقف الند للند أمام صاحب الكأسين الأخيرتين وهزم مصر انحنى أمام الزمبابواي وكاد يفرط في ورقة الترشح والمنتخبات الكبرى لم تكشر بعد عن أنيابها. وستبرز في مستوى أفضل في قادم اللقاءات، فلا تعتقدوا أن منتخبات الكامرون ونيجيريا والسينغال ستظهر لاحقا في مستوى مهزوز. * رأيك في اللقاءات والنتائج المتوقعة ؟ تونس السينغال : مهمة عسيرة والانتباه واجب والفوز لتونس. المغرب الجزائر : دربي شمال افريقيا مع أسبقية للمغرب. مالي غينيا : ستكون مالي مفاجأة الدورة وانتظروها في المربع الذهبي. نيجيريا الكامرون : نهائي قبل الأوان. * كلمة الختام ؟ سعدت كثيرا بتطور مستوى الكرة العربية، وقد كنت أتمنى لو مرّ المنتخب المصري الى مجموعة الثمانية. وآسف للإنسحاب الاضطراري لمنتخب عربي آخر (المغرب أو الجزائر) وكانت أمنيتي لو أدركت المنتخبات العربية الأربعة المربع الذهبي لكني أعتقد أن إدراك منتخبين من 4 لو تمّ يكون إنجازا طيبا وأتكهن أن يكون الرباعي نصف النهائي متألفا من تونس المغرب نيجيريا مالي.