حمادي العقربي.. اسم اشهر من نار على علم، اقترن في الذاكرة بملحمة الارجنتين بأيام العز التي عرفها النادي الصفاقسي والمنتخب فالى جانب خصاله الكروية فهو آية في الاخلاق العالية، كسب محبة الناس في كل مكان في تونس وحتى خارجها بفضل صدقه وتلقائيته وصراحته وحبه لتونس وللكرة التونسية. صحيح انه خجول وقليل الكلام. لكنه «ملآن» بلعبة الكرة ويعرف ماذا يقول. لقبوه بالفنان وهو فعلا فنان في معاملاته مع الآخرين وفي الكرة ايضا... لقبوه ايضا بالمبدع وهو فعلا مبدع وساحر. وكان فعلا حمادي مبدعا في اجوبته عن الاسئلة الخاصة بكأس افريقيا للأمم التي القتها عليه «الشروق» حول مقابلة اليوم التي ستجمع تونس بالسينغال وحول نجاح هذه التظاهرة الكروية التي تحتضها بلادنا منذ 24 جانفي الماضي الى 14 فيفري الحالي وفيما يلي الحوار: * في البداية ماهو رأيك في التنظيم وحفل الافتتاح والاقبال الجماهيري على البطولة الافريقية رقم 24؟ ما قدمته تونس للافارقة خلال هذه البطولة الافريقية من كرم وحسن قبول وعناية كان منتظرا وليس بجديد على الشعب التونسي الذي عرف بمكارم الاخلاق وحبه الكبير لضيوفه وعشقه للعب النظيف والجميل بقطع النظر عن النتائج والاسماء المرشحة. حفل الافتتاح كان في مستوى عالمي وراق جدا يليق بسمعة تونس وهذا بشهادة كل متتبعي هذا الحفل وان دل ذلك على شيء فهو يدل على مدى التطوّر الذي عرفته كرتنا في جميع المجالات بفضل السياسة الحكيمة لصانع التغيير سيادة الرئىس زين العابدين بن علي الذي اعطى للرياضة ما تستحقه. الاقبال الجماهيري كان خصوصا في داخل الجمهورية وهو من الاسباب الرئيسية التي ساهمت في انجاح هذه الدورة وتبقى التغطية التي قد تجد لها سلطة الاشراف الحل المناسب هي طاقة استيعاب ملعب المهيري الذي اصبح والحق يقال لا يفي بالحاجة في المناسبات الهامة وقد حان الوقت للتفكير من الآن لإيجاد حل باعتبار ان طاقة الاستيعاب للملعب لا تتعدى 13 الف مقعد وهو رقم ضعيف جدا. * ما هو تقييمك للدور الاول لهذه البطولة؟ المستوى الفني للدور الاول كان متوسطا وخاليا من المفاجآت وقد ترشحت المنتخبات التقليدية والمعروفة باستثناء المنتخب المصري الذي أدار له الحظ ظهره وان انسحابه من الدور الاول مظلمة كروية وقد برز بصفة ملحوظة في الدور الاول الكامرون ونيجيريا المعروفة بصلابتها وبدرجة اقل السينغال كما برزت تونس بطبيعة الحال اما بقية الفرق فمستواها متقارب. * ما هو الفريق الذي لفت انتباهك واعتبرته مفاجأة؟ بدون منازع المنتخب المالي الذي فاجأني واعتبره من افضل الفرق الافريقية التي شاهدتها في الدور الاول وبإمكان هذا المنتخب ان يخلق المعجزة ويتقدم اكثر الى الأمام. * رأيك في التحكيم الافريقي في الدور الاول؟ لحد الآن اعتبر التحكيم الافريقي ممتازا. صحيح ان هناك بعض الثغرات لكنها لم تغيّر مجرى المقابلات ولم تؤثر على النتيجة النهائىة واعتبر التحكيم منتظما ومحايدا في الدور الاول. * أبرز اللاعبين الذين لفتوا انتباهك في الدور الاول؟ كل فريق له لاعبان او ثلاثة برزوا في الدور الاول واخص بالذكر زياد الجزيري ودوس سانطوس من تونس وايتو وأوكوشا وعدة لاعبين برزوا لأول مرة وغير معروفين سابقا والمفاجأة الوحيدة بالنسبة لي هي لاعب السينغال الحاج ضيوف الذي لم يبرز في الدور الاول ولم يقدّم المستوى المطلوب. * وسليم بن عاشور ألم يعجبك؟ سليم قام بدوره على الوجه الاكمل. لعب مقابلتين فقط وكان في المستوى المطلوب لكننا مازلنا ننتظر منه الكثير في المباريات القادمة والهامة. * ألا ترى ان هذا الفتى (سليم بن عاشور) قريب من نمط لعبك لما كنت تنتمي للمنتخب؟ لقد تغيّر كل شيء الآن، طريقة اللعب ونمط اللعب واصبح الاعتماد على الاندفاع البدني والسرعة اكثر من ذي قبل وعلى هذا الاساس لا اعتقد ان هناك وجهة مقارنة. * وما هو حكمك على مردود المنتخب التونسي في الدور الاول؟ لقد حقق المنتخب التونسي ما هو مطلوب منه وكان افضل منتخب في مجموعته وليس من باب الصدفة تصدره لطليعة ترتيب المجموعة «أ» التي تحتوي على فرق كبيرة على غرار غينيا والكونغو وحتى رواندا التي كادت ان تحدث المفاجأة. * وماذا تقول عن منافسنا اليوم المنتخب السينغالي؟ فريق كبير وقوي يملك العديد من اللاعبين المعروفين اصحاب الخبرة ولهم صيتهم في البطولات الاوروبية لكن ما لاحظناه هو التراجع النسبي لهذا المنتخب الذي على ما يبدو سيطر عليه الغرور بعد الانتصار الذي حققه على فرنسا في بطولة العالم الاخيرة وتسبب في اقالة المدرب روجي لومار كمسؤول اول عن المنتخب الفرنسي. * ألا تعتقد ان مباراة اليوم ستكون ثأرية (بلغة الكرة) بالنسبة للمدرب لومار الذي سيسعى الى تحقيق انتصار ساحق على السينغال يرد به اعتباره؟ السيد لومار قد يضرب اليوم عصوفين بحجر واحد فانتصاره اليوم هو اولا وقبل كل شيء انتصار لتونس ثم رد الاعتبار لشخصه حتى يؤكد للرأي العام الفرنسي انه مدرب كبير ولا يمكن الحكم عليه من خلال عثرة عابرة. * هل تعتقد ان المنتخب السينغالي في متناول المنتخب التونسي؟ فعلا المنتخب السينغالي في متناولنا اذا اخذنا بعين الاعتبار عاملي الميدان والجمهور و»القليب» وحب الانتصار المرسوم داخل قلوب لاعبينا كما ان المنتخب السينغالي تراجع مردوده كثيرا مقارنة بما قدمه في كأس العالم الاخير. * اذن بإمكان المنتخب التونسي تجاوز عقبة السينغال والترشح للدور القادم؟ بدون انحياز ولا عاطفة «سيفعلها» المنتخب التونسي وسيشرّف الكرة التونسية والترشح على حساب «السينغال». * بماذا تنصح السيد روجي لومار للوصول الى الهدف المنشود؟ لومار مدرب كبير وليس في حاجة الى نصائحي فهو يعرف ماذا يفعل لكن اشير الى نقطة واحدة وهي تحضير اللاعبين نفسانيا لتخليصهم من الضغط المسلط عليهم واعتقد ان لومار سيواصل اللعب على نفس النسق وعلى غرار بقية الفرق المشاركة فأفضل طريقة لتحقيق الانتصار هي الحذر والتركيز على الهجومات المعاكسة باعتبار ان هذه الطريقة اعطت اكلها في الدور الاول بالنسبة لتونس. عموما لا خوف على نسور قرطاج من المفاجآت خاصة ان الفريق يملك مهاجمين من طراز رفيع على غرار سانطوس والجزيري فضلا عن محمد الجديدي الذي نأسف كثيرا لغيابه وأتمنى له الشفاء العاجل. * بماذا تنصح اللاعبين؟ ان يضعوا راية تونس نصب اعينهم وان ينسوا ان منافسهم اطاح في يوم من الايام بالمنتخب الفرنسي وليضع كل اللاعبين اليد في اليد باعتبار ان فريقنا يستمد قوته من اللحمة والقليب وان يتأكدوا ان المباراة في متناولهم. * ما هو توقعك لمستوى مباراة اليوم؟ اعتقد ان المباراة ستكون تكتيكية ومعركة حامية الوطيس على مستوى وسط الميدان وسنكسب بإذن الله هذه المعركة ونطيح بالمنخب السينغالي. * لو عدنا قليلا الى الوراء للنبش في ذاكرة العقربي، هل يتذكر حمادي بعض الذكريات الحلوة والمرة مع المنتخب الوطني في كأس افريقيا للامم؟ مازلت اتذكر الظلم الصارخ الذي تعرضنا اليه في احدى نهائىات كأس افريقيا للامم.. فلم نقدر عندها على تحمل هذه المظلمة المفضوحة فانسحبنا ولم نواصل اللعب ونلنا عقوبة بعدم المشاركة في البطولة الافريقية لمدة سنة... اما بالنسبة للذكريات الحلوة فقد غابت عني لكني مازلت اتذوق طعم الترشح لنهائيات كأس افريقيا للامم التي دارت سنة 96 بجنوب افريقيا وترشحنا للدور النهائي ضد منظم الدورة وان شاء الله يتكرر نفس السيناريو في هذه الدورة وتختم بتتويجنا ابطالا ونرفع الكأس. * ماهي تكهنات حمادي العقربي للدور ربع النهائي ومن ترشح لبلوغ الدور نصف النهائي؟ تونس السينغال: مقابلة صعبة على الفريقين ومتوازنة وسيكون الانتصار حليفنا بإذن الله . المغرب الجزائر: مقابلة اجوار من الصعب التكهن بنتيجتها، مستوى الفريقين متقارب. الجزائر سوف تلعب تحت ضغط الجماهير الغفيرة التي ستحضر المباراة. الفريق المغربي سيواجه ضغطا اقل واعتقد ان المباراة مقابلة اعصاب وستكون فيها الغلبة للفريق الذي يتحكم في اعصابه. مالي غينيا: المنتخب المالي ظهر بوجه مشرف جدا واعتبره من افضل المنتخبات الحالية وعلى هذا الاساس لا اتأخر في ترشيحه للدور القادم. الكامرون نيجيريا: المنتخب الكامروني يعتبر من عمالقة الكرة الافريقية ومن افضل ما عندنا في افريقيا فهو يعج باللاعبين المحترفين والكبار. المنتخب النيجيري يمتاز بقوته وصلابته ولعبه الجماعي المنسق وعلى هذا الاساس ارشح المنتخب النيجيري للدور نصف النهائي.