تنظم المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية بالاشتراك مع جمعية «مسرح البحر» وجمعية «ذات الهلالين» للفنون الركحية ملتقى البشير عطية للمسرح في دورته الأولى انطلاقا من يوم 30 ديسمبر والى غاية يوم 2 ديسمبر المقبل تحت شعار «المسرح والمواطنة». ويأتي هذا الملتقى احتفاءً بذكرى رجل نشأت على يده أعرق جمعية ثقافية في أواسط الثلاثينات لتتحول بعد ذلك إلى جمعية رياضية هي جمعية مكارم المهدية، فالبشير عطية في المهدية رجل ملأ الدنيا وشغل الناس، كان مثقفا ومربيا ومحبا للمسرح، ووجها متفردا وسبّاقا في غرس الفن الرابع في تربة عاصمة الفاطميين.
روح البشير عطية ستكون حاضرة في ملتقى ستُكرّم فيه عناصر الفرقة المسرحية القارة بالمهدية، تلك الفرقة التي مثلت رمز الحراك المسرحي في الجهة والتي تخرّج منها كبار الممثلين المحترفين على غرار كمال العلاوي ومحمد قريع وخديجة اللطيف وسالم بن حسين... فسعت المندوبية الجهوية للثقافة وكذلك جمعيتا «مسرح البحر» و«ذات الهلالين» إلى تكريمهم حتى لا يلفهم النسيان وحتى تدفعهم إلى مواصلة المسار المسرحي.
وقد برمجت الجهات المنظمة للملتقى ثلاثة عروض مسرحية محترفة وهي مسرحية «طرق عساليج» لمركز الفنون الركحية بالكاف، و«الكبّوط» لمركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس، و«حارس القصر» لشركة «زاد» للفنون بفضاء دار الثقافة بالمهدية، إضافة إلى ندوة فكرية تطرح إشكاليات المسرح والمواطنة الذي اتخذته الجهات المشرفة شعارا للتظاهرة تماشيا مع المسار الذي خطّه المبدع البشير عطية خلال فترة أواسط الثلاثينات الهادف إلى تأسيس مسرح من أجل المواطنة يتوافق لربما مع مقولة الكاتب غسان كنفاني: «لك شيء في هذا العالم فقُم».