عرف الأسبوع المنقضي العديد من الأحداث والمستجدات على الصعيدين المحلي والدولي، ما رأي السيّد عادل الشاوش (العضو القيادي في حزب نداء تونس) من مختلف تلك الأحداث؟ وكيف ينظر إلى واقع المشهد السياسي على ضوء ما حصل على امتداد الأسبوع؟ أحداث سليانة أحداث سليانة تعبر عن الطلبات الاجتماعية الكبرى والآمال التي فتحتها الثورة وهو أمر طبيعي في كل عملية انتقال ديمقراطي لكن ما صدمنا وأحزننا أعمال العنف المرافقة لهذه الاحتجاجات سواء من قبل السلطة باستعمالها للقوة استعمالا مفرطا أو أعمال العنف التي يمارسها جزء من المتظاهرين خاصة الاعتداء على رموز السيادة ومراكز الأمن من شرطة وإحراق بعض مقراتها والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة ...كلنا نتفق أنه توجد مطالب مشروعة للتنمية والتشغيل كما أنه لا أحد من الأطراف السياسية يملك عصى سحرية لتغيير الأوضاع بالجهة ولكن المشكل الأساسي هو في الإدارة السياسية للفترة الانتقالية الثانية التي أبدت الحكومة فيها عجزا وفشلا واضحين مثال ذلك سعيها الى تعليق فشلها بالتأكيد من خلال تصريحات المسؤولين على أن أهالي سليانة مأجورين وهي اهانة زادت في تأزم الأوضاع وهذه التصريحات تدل على عدم النضج السياسي كما توجد رغبة في التنصل من المسؤولية بتعلات واهية في حين أن القضية أعمق بذلك بكثير إلى جانب عدم توفر أية خارطة طريق واضحة وتباطؤ أعمال المجلس التأسيسي التي كانت مهمته الأساسية كتابة الدستور ورغم انقضاء المدة المخصصة مازلنا ننتظر تحقيق هذا الانجاز. في نظري كان يمكن أن نتجنب اندلاع الاحتجاجات وما خلفته من جرحى ومخلفات سيئة لو أن الائتلاف الحاكم وخاصة النهضة لم تصم آذانها عن مطالب الشعب ولم تصد عن الحوار الوطني ولو لم تقاطع المبادرة التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل وللخروج من الأزمة الحل يكمن في نظري في ضرورة تحمل كل طرف لمسؤوليته وأدعو حركة النهضة الي مراجعة سياسيتها والتعقل وأن تبتعد عن المحاصصة وتعمل على انجاح عملية الانتقال الديمقراطي لأنه في نجاحها نجاح للثورة التونسية.
اتهامات متبادلة بين السلطة والمعارضة
وعن موقفه مما خلفته أحداث سليانة من اتهامات متبادلة بين بعض الأحزاب المعارضة والأطراف السياسية في الحكومة والتي وصلت الى حد التخوين والتشاجر والثلب في بعض الأحيان قال عادل الشاوش: «تبادل الاتهامات دليل على وجود أزمة حقيقية في حين أن المسار الانتقالي الديمقراطي لا يمكن أن يتم الا بالتوافق ونشير هنا الي ما عرفت به الطبقة السياسية التونسية من اعتدال ووسطية وحتى التحرر من براثن المستعمر وتحقيق الاستقلال تمت بطرق سلمية وللأسف ونحن في مرحلة بناء ديمقراطي أصبحنا نسمع عن خطاب سياسي رديءمثل نصب المشانق و التخوين والمندسين فلا بد للطبقات السياسية سواء في الحكم أو المعارضة أن تعود الى رشدها وتتخلى عن التراشق بالتهم الخطيرة والتخلي عن خطاب التخوين والتآمر فهي ليست من عاداتنا ولا من أخلاقنا.
دعوة المرزوقي الى حكومة كفاءات
بقطع النظر عن الدوافع الحقيقية التي دفعته الى القاء الخطاب فان الرئيس استجاب لمطلب كان في السابق عندما كان في صفوف المعارضة ينتقده والذي يتعلق بتكوين حكومة مصغرة وخاصة التاكيد على عنصر الكفاءة ولا تقوم على المحاصصة الحزبية وهذا الاجراء فيه اقرار ضمني بفشل الحكومة في المسائل التنموية والساسية ومن المطالب الأساسية التي نثمنها في خطابه الاسراع في اتمام كتابة الدستور وتحديد موعد الانتخابات وهي تساعد على التهدئة وانجاح الانتقال الديمقراطي.
قانون تحصين الثورة من الفاسدين والتجمعيين والمناشدين
القانون حسب اعتقادي منافي لروح الثورة لأن الثورة التونسية هي ثورة ديمقراطية ولا يمكن أن نستهل بناء الديمقراطية بقانون يقصي عشرات الآلاف من التونسيين وكنت أعتقد دائما أن النهضة لن تساير أصحاب هذا المشروع وخاصة حركة الوفاء وحزب المؤتمر لكن ربما لاعتبارات سياسوية قدمت هذا المشروع لكن مازال عندي أمل أن العقلانية ومصلحة البلاد ستتغلب في النهاية ولن يمر ولا يمكن لأي كان اقصاء أي طرف الا بحكم قضائي وكان علينا أن نسرع بالعدالة الانتقالية فاذا بهم يقدمون لنا قانونا اقصائيا، ودعا الى محاسبة الفاسدين في اطار العدالة الانتقالية.
احتجاجات مصر بسبب الاعلان الدستوري
ما يحدث في مصر أمر طبيعي فجزء من الرأى العام ومن المعارضين ومختلف مكونات المجتمع المدني تتخوف من تغول طرف على طرف سياسي آخر وتعتبر أن المبادرة الدستورية تشرع لاستبداد الرئيس وعودة لنظام الحكم الفردي لتتأكد حقيقة تتمثل في أن العديد من المواطنين مازالوا متخوفين من الحركات الاسلامية حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب في الأممالمتحدة
نهنئ أشقاءنا بهذا الانجاز التاريخي ونعتبرها خطوة هامة في سبيل تحقيق الهدف الاسمى وهو التحرر والانعتاق من جبروت الكيان الصهيوني آمل أن تكون الخطوة القادمة تحقيق المصالحة الوطنية بين الضفة وغزة وجميع مكونات المجتمع المدني لأنه لا يمكن المحافظة على جميع المكاسب و تدعيمها الا بالوحدة الوطنية.
من هو عادل الشاوش؟
عادل الشاوش من مؤسسي حركة التجديد سنة 1993 اذ تقلد فيها عدة مسؤوليات في المكتب السياسي قبل ذلك عرف بكتاباته الصحافية اذ عمل بالطريق الجديد منذ بداية التسعينات أي سنة 1991 بعد مؤتمر حركة التجديد في مارس 2011 ساهم في تكوين المسار خير في الأخير الانضمام لحركة نداء تونس