أكّد الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي السيد محمد القوماني في اجتماع عام للحزب عقده مؤخرا بولاية سوسة أنّ الحوار الوطني بات ضرورة ملحة لتصحيح المسار الديمقراطي ووضع أجندا توافقية حول الملفات الكبرى. تنسيقية التحالف الديمقراطي بسوسة نظمت اجتماعا عاما بحضور منسق الحزب عضو المجلس التأسيسي محمد الحامدي والناطق الرسمي محمد القوماني والنائبين عن التحالف محمد قحبيش والمهدي بن غربية، وكان الاجتماع مشفوعا بندوة صحفية أجاب خلالها قادة الحزب وممثلوه عن عدة أسئلة حول الشأن العام ومواقف الحزب من بعض المسائل والتطورات التي تشهدها البلاد.
خيار خارج الاستقطاب
وقال القوماني في ردّ على أسئلة «الشروق» حول موقع الحزب في المشهد السياسي الحالي وبدائله المقترحة لتصويب مسار الانتقال الديمقراطي إنّ حزب التحالف الديمقراطي هو خيار آخر للتونسيين خارج حالة الاستقطاب الحاليّة وهو منافس جدّي ل «الترويكا» الحاكمة ومنافس جدّي لحركة «نداء تونس» وأي تحالفات قد تُعقد معها».
وأضاف أنّ الحزب «يريد أن يقول إن فشل الترويكا وخيبة الأمل لدى التونسيين لا ينبغي أن تنمي فيهم مشاعر الحسرة على الفترة السابقة لأن الفشل الحكومي لا يتم إصلاحه بالالتفات إلى الماضي، فالتونسيون بنُخبهم قادرون على تجاوز النقائص وإصلاح ما فسد».
وأكّد القوماني أن «الحزب منحاز للثورة وملتزم بأهدافها وهذا في حد ذاته تموقع فحين نضع أنفسنا في صف من ينحاز للثورة فإننا نقابل من يذهبون عكس هذا التوجه». وبخصوص بدائل الحزب اعتبر القوماني أنّ «الاحزاب الكبيرة» قدّمت برامج قبل الانتخابات ولم تنعكس تلك البرامج على الواقع وبالتالي فإن رؤيتنا أن البرامج الحقيقية ليست كتبا وكراسات وأشياء تُعلّق بل هي عمل وفعل على الميدان».
وتابع الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي قوله «نحن حزب وسطي لكننا لا نريد وسطية خاوية فحزبنا يدافع عن العدالة الاجتماعية بقوة ويريد تفعيل دور الدولة اما البدائل والبرامج فنشتغل عليها لاحقا من خلال عدة آليات خاصة أنّ لدى الحزب كفاءات قادرة على وضع التصورات والأفكار والعمل على الميدان وتغيير الثقافة السياسية». وفي ردّ على سؤال حول التحوير الوزاري قال القوماني إنّ «التحوير مهم وضروري لأن تونس لا تحتمل الاستمرار في هذا النهج».
وأكد القوماني أنه «لا معنى لتعديل وزاري يحل المشكلة إلّا بعد مباشرة الحوار الوطني لتصحيح المسار الديمقراطي ووضع توافقات حول الملفات الكبرى أمّا ان نتحدث عن تعديل حكومي بمعنى تغيير أسماء بأسماء اخرى فنحن لسنا معنيين بذلك».
وأضاف القوماني «لم يعد هناك وقت لتأجيل الحوار الوطني فهذه النخبة التي لم تنجح على امتداد سنتين قد تنجح اليوم وقد صرنا نؤكّد الخلافات وننسى أن بيننا مشتركات». وحذّر القوماني من أن تونس إذا ما انزلقت إلى العنف والإرهاب سيخسر الجميع ولا أحد قادر على التصدي لهذا الخطر دون وحدة وطنية».
مشاورات وتوافقات ضرورية
وفي سياق متصل قال محمد الحامدي ردّا على أخبار تحدثت عن اقتراب التحالف الديمقراطي من «الترويكا» إنه «لا علم لنا بأن التحالف قريب من الدخول في الترويكا فنحن بصدد بناء الحزب وأعلنّا مكوناته الأولى ونواصل الآن مشاوراتنا مع شخصيات معتبرة للانخراط في هذه المبادرة التي لم تُغلق وسنبحث عن التحالفات السياسية والانتخابية لكننا نرى الآن أن ذلك سابق لأوانه لأننا منشغلون بتشكيل اللجان والبناء الداخلي للحزب وببعث هياكل الحزب في الجهات». وأوضح الحامدي رؤية حزبه للعمل الحكومي بالقول «لا نريد اختزال المشهد السياسي في المحاصصة ولا نريد تقسيم الوزارات هذه لفلان وتلك لعلّان... فرؤيتنا ضمن حزمة توافقات وطنية حول الهيئات الخاصة بالقضاء والإعلام والانتخابات وحول مضامين الدستور وحينئذ سيكون التحالف الديمقراطي معنيا كجزء ومكون من مكونات الساحة السياسية». وأكّد الحامدي ان التحالف الديمقراطي «يطمح إلى أن يكون رقما واضحا في المشهد السياسي ويسعى أيضا إلى السلطة من أجل تنفيذ برامجه».
وقال الحامدي خلال الاجتماع العام إنّ حزب التحالف الديمقراطي «يعطي الأولوية للسياسي وإن التنوع الفكري لمكوناته لا يمثل عائقا للتواصل والنجاح بل إضافة، فمنّا من ينحدر من خلفية قومية ومنّا من ينحدر من خلفية يسارية وغيرها وتجربتنا ليست بدعة وهذا عامل إثراء ومصداقية لنا».
وفي تقديمه لأهداف الحزب قال القوماني «نحن في حزب التحالف الديمقراطي نتطلع إلى تجديد العمل السياسي والثقافة السياسية لأننا نريد ان نُحلّ منطق التحالف السياسي بدل العداوة، لم نات لمعاداة أي طرف بل لنعطي خيارات جديدة للتونسيين خارج هذه الاستقطابات السياسية ونريد أن نجدّد الأمل لدى تلك الأغلبية السلبية التي لم تصوت في الانتخابات الماضية».
وأضاف القوماني «حزب التحالف الديمقراطي لم يولد مكتملا وهذا الحزب الذي هو ديمقراطي اجتماعي يتبنى قيم الحداثة والديمقراطية والليبرالية السياسية يستند إلى الهوية العربية الإسلامية ويسعى إلى المساهمة بصفة هادئة وعقلانية لتقديم قراءة لا تجعل من الدين مصدر فرقة بين التونسيين بل أن يكون المشترك الوطني الذي لا يحتكره أي طرف».