يفتتح اليوم السبت 22 ديسمبر للعام الثاني على التوالي السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت مهرجان الصحراء الدولي بدوز في دورته الخامسة والأربعين التي تتواصل الى يوم 25 من الشهر الجاري. رغم الصعوبات المالية الكبيرة والتقنية نجحت الهيئة الجديدة لمهرجان الصحراء الدولي في تأمين تنظيم الدورة في ظروف اقرب الى المستحيل إذ ان الهيئة تسلمت مسؤولية الادارة قبل شهرين ونصف فقط وفي غياب دعم كافي مالي وإداري نجحت الهيئة في اعداد دورة طموحة شعارها في ذلك الضغط على المصاريف وتنمية المداخيل والتخفيض في الديون وهي معضلة المهرجان الاساسية . المهرجان حافظ على فقراته الاساسية التي عرف بها والموزعة بين دار الثقافة محمد المرزوقي وساحة العروض الشهيرة حنيش وسوق الصناعات التقليدية ودار المسرح والمعرض التجاري والاقتصادي الذي يعد المعرض الأكثر إقبالا في الجنوب الشرقي والمعرض الوطني للصناعات التقليدية ونادي أطفال الواحة ودار الشباب ودار المسرح.
الشعر ورفقته
يشارك في الصباحات الشعرية في دار الثقافة محمد المرزوقي خمسون شاعرا سيتنافسون على جوائز المسابقة الشعرية وتعتبر الصباحات الشعرية التي تعجز دار الثقافة على استيعاب جمهورها من اكثر الفقرات اهمية ويعد الفوز بجائزة المهرجان تأشيرة مرور الى مهرجانات الشعر الشعبي ليس في تونس فقط بل في منطقة المغرب العربي أيضا كما ستحتضن دار الثقافة محمد المرزوقي معرضا للفنان الفوتوغرافي عبد اللطيف العكرمي الذي سينظم معرضا بعنوان « دوز ... المهرجان» كما سيتم تقديم الاعمال الكاملة للمرحوم محمد المرزوقي الصادرة مؤخرا عن دار محمد علي الحامي بدعم من وزارة الثقافة وسيكون تقديم هذه الاعمال بحضور نجله الدكتور رياض المرزوقي .
وفي السهرات الفنية سيتابع جمهور المدينة عرضا مسرحيا لفرقة بلدية دوز للتمثيل «ترياق» نص الناصر عبد الدائم وإخراج مكرم السنهوري وعرضا للفنان رضا عبد اللطيف وعرضا لمنيًر الطرودي وعرضا لعادل سلطان .
ساحة حنيش سحر المهرجان
ساحة حنيش التي تمتد على مساحة 11 هكتارا هي روح المهرجان وسر شهرته في العالم ؟ فعلى مدى اربعة ايام يتابع الجمهور الذي يصل تعداده الى حوالي 100 الف كل يوم لوحات من الحياة اليومية للبدو الرحل مثل الفروسية وسباق المهاري والعرس التقليدي والصيد بالسلوقي وعراك الإبل وعروض الفنون الشعبية من تونس ومن الجزائر وليبيا ومصر فتتحول الساحة الى مهرجان من الأنغام والألوان وهو ما منحها طابعا خاصا تقبل عليه في كل عام عشرات القنوات التلفزيونية وشركات الانتاج السينمائي وهو ما جعل من المهرجان بطاقة سياحية للتعريف بتونس وصحرائها خاصة .
التلفزة، السياحة والمندوبية
رغم حرص السيد المهدي مبروك وزير الثقافة على دعم المهرجان والترفيع في المنحة المخصصة له فقد واجهت الهيئة مشاكل عديدة ترتبت عن عدم مباشرة مندوب الثقافة الجديد في قبلي وهو ما خلق مشاكل تقنية مع هياكل الوزارة عجزت الهيئة عن حسمها مما اضطرها للاستنجاد بالوزير اكثر من مرة حتى في أشياء صغيرة اما وزارة السياحة فلم تغير شيئا من طريقة تعاملها مع المهرجان فالمنحة المخصصة للمهرجان وهي محدودة جداً قياسا بأهمية المهرجان لم تصل ! وحتى منحة وزارة الثقافة وجدت الهيئة صعوبة تقنية في سحبها بسبب عدم وجود مندوب !
والحلقة الضائعة الثالثة هي التلفزة الوطنية التي لم تبث اي ومضة اشهارية ثقافية للمهرجان للمساهمة في إنعاش السياحة الداخلية فرغم المراسلات التي قدمتها الهيئة التزمت الادارة العامة للتلفزة الصمت خلافا لكل السنوات السابقة التي كانت فيها التلفزة من الداعمين للمهرجان .
هذا الموقف الغريب من مؤسسة التلفزة الوطنية بقناتيها سبب احتقانا كبيرا في الشارع حتى بعض الناشطين على شبكة الفايس بوك دعوا هيئة المهرجان الى مقاطعة القناتين الوطنيتين فهما غير مرغوب فيهما في مهرجان الصحراء الدولي ولا مجال لتصوير اي لقطة من المهرجان ! وهو رد فعل طبيعي للمواطنين الذين لم يلاحظوا تغييرات كبيرة في حياة المدينة ولم يلاحظوا مسؤولية الدولة تجاه مهرجانهم العريق .