إتهمت اللجنة الجهوية لحزب العمال بنابل السيد جمال إبي أحد كبار الفلاحين بمعتمدية الهوارية بإستحواذه على عقار فلاحي بهنشير «أرورات» . وذكروا في بياناتهم وفي المقالات الصادرة في احدى الجرائد إن العقار تابع لأملاك الدولة. واستنادا إلى هذه الإتهامات , وإلى الوثائق التي بحوزتهم قام مجموعة من الأفراد بتحركات احتجاجية.
قالوا إنها سلمية بتأطير واضح من ناشطين ينتمون لهذا الحزب, الذي شن حملة إعلامية على من اعتبرهم «فاسدين» في آخر مقال صادر باحدى الجرائد وجاء هذا المقال بعنوان: تطورات قضية الأراضي الدولية في «صاحب الجبل»: السلطة تنحاز إلى الفاسدين وتقمع أصحاب الحق.
والمهم في هذا الهنشير انه ذو مساحة 274 هكتارا قيل إنها على ذمة وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية واعتبر المحتجون أن هذا العقار يسيطر عليه رموز الفساد من وقت الاستعمار إلى يوم الناس هذا وتحولنا إلى منطقة صاحب الجبل بمعتمدية الهوارية لمعرفة تطورات قضية الحال بالجهة, وبعد الإطلاع على الوثائق سألنا السيد جمال عن سبب الاحتجاجات ضده ليجيب «ربما تبادر إلى أذهانهم أن العقار على ملك الدولة وليس من حقنا التصرف فيه» .وأردف محدثنا : «ما حز في نفسي أن بعض أبناء صاحب الجبل التي عايشنا أهاليها منذ ما يزيد عن نصف قرن ولم تأت بيننا كلمة أعوذ بالله , يأتي بعضهم ويعتدي علي لفظيا ويحاول تشويه سمعتي وسمعة عائلة إبي بالإدعاءات الباطلة وبالثلب والتعدي على الممتلكات» ويتوقف محدثنا برهة عن الحديث ليعود فيقول : «ياسيدي أنا لا مانع لدي في أن تستعيد الدولة عقارها إن كنت أستغله دون موجب حق لكن ذلك يكون بالقانون لا بالفوضى والهمجية, فالقانون يعلو ولا يعلى عليه «أما أن يتهجم بعض الأشخاص علينا دون سند قانوني ودون صفة ويعطلون سير عملنا الفلاحي. قلت إن البعض تهجم عليكم, فلتوضح لنا ذلك ؟ « نعم فلولا وصول الأمن في الوقت المناسب لأتلفوا غنمي وأبقاري وهذا موثق بالصور وبالفيديو من طرف فاعل خير». كما اكد السيد جمال إن أحد العمال بهذا العقار منذ سنوات تعرض للإعتداء الجسدي بالعنف ولحقت به أضرار تمثلت في كسر على مستوى الأنف حسب الشهادة الطبية, لتجرى عليه عملية جراحية على مستوى الانف بالمستشفى الجهوي بنابل.
اعتداءات بالعنف
في الأثناء استحضرنا قصة الضرر المادي, فاتصلنا بالسيد صالح الطرودي العامل بالعقار الذي تعرض للإعتداء بالعنف .إلتقينا معه , وسألناه عن الحادث , فأجاب بأنه كان متواجدا أثناء القيام بحراثة الأرض (التابعة للعقار) وهو المسؤول أمام مشغله عن هذه الأرض فإذا بأشخاص يناهز عددهم 15 شخصا تقريبا يحاولون منع الجرارات من القيام بحراثة الأرض عبر الوقوف أمامها .ويواصل حديثه قائلا : «وفي الأثناء وصل السيد جمال إبي لإستفسار الأمر, والتدخل بالحسنى فإذا به يتعرض للتهديدات والرشق بالحجارة, عندها تدخلت لفض النزاع خوفا من تطوره باعتباري إبن الجهة لكن عنفوني على مستوى أنفي خاصة فأحدثوا لي كسورا و, السيد جمال بن علي بن حسن إبي مولود في 18 مارس 1958 بأرورات, يعني أنه مولود بالأرض أو العقار المتنازع عليه حاليا . وأفادنا أيضا أن كل إخوته ( 5 أبناء وبنتين ) ولدوا بأرورات وبالتالي ليسوا بدخلاء على هذه الأرض على حد تعبيره.
تلك الطريقة التي تحدث بها السيد جمال عن علاقته بالأرض, جعلتنا نتنقل بين أهالي صاحب الجبل وغرمان وخاصة كبار السن منهم .هذه الجولة كشفت لنا أشياء لم تكن متوقعة على الأقل بعد الثورة , فأهالي صاحب الجبل الذين عبروا عن تعاطفهم مع السيد جمال إبي تحدثوا عن شهامته ومساعداته الدائمة للمحتاجين بالجهة , كما تحدثوا عن استغلال عائلة المرحوم علي إبي لهذا العقار المتنازع عليه منذ ولاداتهم ( وبعضهم تجاوز السبعين من العمر ) هم أنفسهم , هؤلاء الأهالي طلبوا منا بكل لطف عدم تصويرهم وذكر أسمائهم , خوفا من ردود فعل عنيفة من نفس الأشخاص الذين تجرؤوا على السيد جمال إبي .
السيد بشير بن عيسى هو فلاح من أكبر المتساكنين سنا (77 سنة) بهنشير غرمان سألته إن كان لديه علم بهنشير أرورات الذي يتصرف فيه ورثة المرحوم علي ابي حاليا فأفادنا «بأنه يبلغ من العمر الآن 77 سنة ومنذ نشأته يعرف أن هذا الهنشير ( أرورات ) يتصرف فيه عدة أشخاص ذكر منهم كلا من صديق دربه علي إبي ووالده حسن إبي, وأسماء أخرى على غرار حمودة شلبي ومحمد الهادي القصيبي ومحمد بوزيان وسالم السلامي ومحمود وصالح الجبالي وأبناء حسين المؤدب وأبناء الكيلاني البرق وحمدة وبوبكر إبي . وهو ما اكده السيد عمر ابي الذي تعرض لنفس ما تعرض له السيد جمال ابي لكن بأقل حدة .