في عدد17 ماي 2012 لجريدة «الشروق» نشر تحقيق صحفي تحت عنوان ر.م.ع شركة الإحياء بلخماس لا بد من تظافر الجهود حتى تنهض الشركة. وقد تضمّن المقال وصف الشركة بأنها إحدى أهم الشركات الفلاحية بولاية سليانة وأنها شبه عمومية كانت قاب قوسين أو أدنى من خصخصتها والتفريط فيها للعائلة الحاكمة قبل قيام اليورة التي غيّرت المعطيات حيث تم تنصيب السيد نوفل الشابي في خطة ر.م.ع لها فأنقذها من الإفلاس المحتم وعزّز أسطول آلاتها الفلاحية بعدة جرارات وقام بشراء الأنواع الجيّدة من الأبقار المنتجة للحليب كما توصّل إلى تصفية أوضاع العديد من العمال إيمانا منه بالإحاطة بالعامل وعدم تهميشه.
وشدّد السيد نوفل الشابي على أن المقومات الأساسية للشركة موجودة من حيث طريقة العمل الممنهج والمهيكل معبرا عن استغرابه من انعدام التجاوب من قبل السلط المعنية متسائلا عن مدى استعداد الحكومة للتعامل مع هذه الشركة شبه الحكومية خاصة أن مفعول عقد الكراء ينتهي خلال سنة 2014.
ردّا على ذلك اسمحوا لي بتسليط بعض الأضواء على الموضوع:
إن الأراضي التي تتصرف فيها الشركة على وجه الكراء من الدولة هي في الحقيقة أراض تابعة للرسم العقاري عدد190129 المسمى «هنشير الأبيض» وهو حاليا محل نزاع قضائي بين أصحابه الحقيقيين أحفاد المرحوم أحمد بن عبد الملك وبين وزارة أملاك الدولة في حين تعود بقية المساحة إلى الدولة بمقتضى قانون التأميم الفلاحي لأراضي المعمرين.
ولئن لم يغفل السيد الشابي الاعتراف بوجود إشكالية في العقار فإن تصريحاته تضمنت إيحاءات لا تخفى مدلولاتها على أهل الذكر ومن بينهم بكل تواضع كاتب هذه السطور.
لذلك لا يسعني إلا التذكير بالخطة التي سبق إقرارها قبل الثورة من طرف وزارة أملاك الدولة والمتمثلة في إفراد الأرض الراجعة لها عن طريق التأمين وإسنادها إلى عمال الشركة كمقاسم فلاحية على أن تقدم هنشير الأبيض هدية للعائلة الحاكمة انذاك والحل الآن الذي لا بديل عنه هو تفعيل تلك الخطة مع تعديلها في خصوص «الأبيض» حيث يعاد إلى أصحابه أحفاد أحمد بن عبد الملك بعد أن سلب منهم قهرا وظلما إثر الاستقلال على خلفيات سياسية تراوحت بين اتهام رموز العائلة بموالاة الاستعمار تارة وبالانتماء إلى اليوسفية طورا آخر.
ختاما لا بد من الإشارة إلى ضرورة التثبت من مساحة الأرض التي تتصرف فيها الشركة حيث جاء في عقد الكراء أنها 1539 هكتارا وفي إعلان عروض الخصخصة لسنة 2004 نجدها 1412 هكتارا وأخيرا ورد على لسان السيد نوفل الشابي أن المساحة تبلغ 1600 هكتار.
