يوم 4 جانفي 1997 ودّعت الكرة التونسية قلب الأسد الهادي بالرخيصة وقد شاءت الأقدار ان يفارقنا في اليوم نفسه لاعب آخر أعطى بلا حدود مع مختلف الأندية التي تقمص ألوانها وهو لسعد الورتاني الذي غيّبه الموت أمس. ويبدو أن يوم 4 جانفي اقترن بالأحزان بالنسبة الى الكرة التونسية التي فقدت أمس الورتاني (من مواليد 1980).
بين التصديق والتكذيب
عندما علمنا بنبإ وفاة لسعد الورتاني صباح أمس لم نصدّقه واعتقدنا انه مجرد إشاعة مغرضة خاصة أن هذه الظاهرة لطالما لازمت المرحوم لسعد الورتاني طيلة مشواره الكروي الزاخر بالألقاب ولم نتأكد من صحة هذه الفاجعة الأليمة الا عندما اتصلنا بزميله السابق في المنتخب الوطني خالد بدرة الذي أعلمنا انه تحوّل الى مستشفى «شارل نيكول» حيث توجد جثة المرحوم لسعد الورتاني.
تأثر كبير
كان خالد بدرة متأثرا جدا ولم يتماسك نفسه حيث أجهش بالبكاء وقال إنه لم يصدّق خبر وفاة لسعد الورتاني المعروف بين رفاقه وأحبائه باسم «الزقو» الا بعد أن تحوّل الى مستشفى «شارل نيكول».
مكانة خاصة
وأضاف بدرة ان المرحوم يحظى بمكانة خاصة في قلوب كل التونسيين دون استثناء وخاصة لاعبي وجماهير كرة القدم بدليل أن المستشفى غصّ أمس بعدد كبير من اللاعبين من مختلف الفرق وذلك للوقوف الى جانب عائلة لسعدفي هذا المصاب الجلل على غرار جمال ليمام وشكري الزعلاني ووجدي بوعزي وكمال زعيم (هذا الأخير صهر المرحوم) ويامن بن زكري... وغيرهم.
الزعلاني مصدوم
من جهته أشار شكري الزعلاني الى أنه حرص على التحول الى المستشفى لأنه كان يعتقد ان خبر وفاة الورتاني مجرد إشاعة ولكن تأكد من الأمر مما شكل صدمة حقيقية بالنسبة اليه وقال الزعلاني ان الورتاني ترك وراءه عائلة وثلاثة أبناء كما أنه مازال في مقتبل العمر وهو ما يعتبر مأساة على حدّ تعبير الزعلاني وأضاف ان الورتاني فارق الحياة جراء حادث مرور حيث صدمت السيارة التي كان على متنها احدى الحافلات على مسوى منطقة النصر.
مشوار حافل بالألقاب
لعب المرحوم مع عدة فرق مثل شبيبة القيروان والملعب التونسي والنادي الافريقي وترجي جرجيس كما تقمص ازياء المنتخب الوطني وتحصل على الميدالية الذهبية مع المنتخب الاولمبي عام 2001 في ألعاب البحر الابيض المتوسط وفاز مع فريق «باب الجديد» بأكثر من لقب أبرزها على الاطلاق بطولة تونس عام 2008.