احتضنت مؤخرا مدينة صفاقس ملتقى تمّ خلاله يوم دراسي حول كافة الأوضاع البيئية بمدينة صفاقس وتحديدا مشروع تبرورة وما يتضمّنه من مشاريع أبرزها تهيئة الساحل الشمالي للمدينة. وقد تركزت اهتمامات الحاضرين في هذا الملتقى حول جملة القرارات الوزارية الصادرة في هذا الغرض والتي تحوصل أهم الاشكاليات والانجازات المزمع القيام بها ضمن هذا المشروع العملاق الذي طال انتظاره من قبل سكان مدينة صفاقس، فماهي أبرز القرارات التي تمّ اتخاذها في هذا المشروع وكيف جاءت المقترحات بشأن تنفيذها؟
القرارات والتفاعل معها
تتلخص أبرز القرارات المتخذة ضمن إنجاز مشروع تبرورة في جملة من الاجراءات كان قد عمل وزير التجهيز والاسكان السيد محمد سلمان في تحديدها ضمن ورقة عمل وهي كالآتي: إدراج الشواطئ القديمة ضمن مثال التهيئة العمرانية للمدينة. إعادة توظيف الفضاء المخصص للصناعات الكيميائية للأنشطة المينائية غير الملوثة. التواصل الطبيعي لشارع الحبيب بورقيبة وعلي البلهوان لضمان التواصل بين المشروع والمدينة. إنجاز دراسات تنفيذية للرفع من مستوى البنية التحتية لكافة الأحياء المجاورة للمشروع وأشغال تهيئة مصبّات قنالي تصريف مياه الأمطار وانطلاق أشغال إزالة مظاهر التلوث من الساحل الجنوبي.
ماذا قالوا عن المشروع وتنفيذه؟
عبد القادر ساسي (عضو هيئة المحافظة على البيئة بمنطقة طينة): دعا الى ضرورة إزالة معمل السياب في أقرب وقت، وأكد على ضرورة الكف عن الوعود الفارغة التي طالما وقع الحديث في السابق وأكد على أن القرارات هذه المرة كانت حقيقية وتنتظر أن تنجز في أقرب الآجال وأكد على أن منطقة طينة كانت في السابق مطمورة صفاقس ويمكن العودة الى تلك الخيرات التي عرفت بها إذا ما تمّ القضاء على أنواع النفايات التي تكدست بها خلال العشريات الماضية.
مصطفى بشة (مهندس أول): الملتقى كان ناجحا والدليل على ذلك حضور عدد كبير من الجمعيات البيئية والمجتمع المدني والشخصيات المعروفة من أهالي صفاقس. إني أتحدث من خلال أني مواطن من مدينة صفاقس يغار على جهته ولهذا فإن مشروع تبرورة سيعطي وجها جديدا بيئيا وسياحيا واقتصاديا لمدينة صفاقس وسيوفر مناطق سكنية هامة بها وكذلك سيخلق حركية تجارية تشغيلية هامة، لكن هناك بعض أصيلي مدينة صفاقس يعطلون المشروع ولا يريدون نجاحه لأسباب أجهلها رغم أني من سكان المدينة.
أحمد مقديش (رئيس مدير عام مكتب دراسات ومهندس): يوم مشهود ولأول مرة نتحدث بصراحة حول هذا الموضوع الذي يعتبر كبيرا وهاما جدا ولها تأثير كبير علي مستقبل مدينة صفاقس. لقد أمدّنا السيد محمد قودير رئيس مدير عام الشركة عن عديد الجوانب المتصلة بهذا المشروع وعن طرق تنفيذها، وهو من المشاريع الذي يترقبه أهالي صفاقس منذ 30 سنة.
وأهم ما جاء فيه هو ربط المشروع مع السواحل الجنوبية والشمالية لمدينة صفاقس، وهو مشروع مستقبل صفاقس ومشروع القرن وسيكون له تأثير كبير على مدينة صفاقس وعلى تونس ومستقبلها الحضاري والسياحي.
فتحي الشريف (مدير جهوي): برنامج العناية بالشواطئ الجنوبية والشمالية هو المحور وهو يمثل امتدادا للملاحات والمنطقة الجنوبية للمدينة. وقد جاءت هذه القرارات لتجسيم التطلعات التي طالما ترقبها سكان المدينة ويمكن القول إن هذا المشروع سيفتح الأبواب واسعة أمام تغيير وجه مدينة صفاقس وأهاليها وسكانها لذلك يعلق عليه الجميع آمالهم وينتظرون الإنجازات التي ستنطلق في القريب العاجل.
محمد العيادي (أستاذ جامعي): يمكن القول إن ال7 نقاط التي وقع تحديدها لانطلاق المشروع هي النقاط العملية التي سيرتكز عليها المشروع. وأعتقد أن سكان المدينة وأهاليها مطالبون بدفع هذا المشروع والتشبّث به، وضروري أن تتكاتف جهود كل سكان صفاقس من أجل دفع المشروع والوصول به الى أرض الأمان لتحقيق الأهداف المنشودة التي يترقبها كل الصفاقسية.