تعرض شيخ مسن يقطن بمفرده بحي شعبي قريب من العاصمة الى السرقة والاعتداء بالعنف الشديد من قبل شاب عمره 29 سنة من أجواره وعند استنطاقه ادعى أنه فعل ذلك بتحريض من صهر الشيخ لخلافات قديمة بينهما. تعود أولى وقائع القضية الى الصائفة الماضية عندما استمع أجوار شيخ مسن يقطن بمفرده الى أنينه فقاموا بنجدته ونقله الى المستشفى الجامعي الرابطة حيث أقام أكثر من يوما. وبعد ان تعافى من اصاباته البليغة قدم شكوى أخبر فيها عن تعرضه الى الاعتداء من أحد الشبان وهو جار مجاور له بالسكن. وقد بيّنت الابحاث والتحريات ان المتضرر يملك منزلا ذا طابقين بحي التضامن وكان يقطن به وزوجته وحدهما لذلك مكّن صهره (زوج ابنته) من السكن بالطابق الارضي بالمنزل. ودامت فترة السكنى على هذه الشاكلة مدة سبع عشرة سنة. وخلال سنة 2003 مرضت زوجة الشيخ وأجريت عليها عملية جراحية وأصبحت على اثرها ملازمة للفراش وتتلقى العلاج بصفة مستمرة. وبما ان صعود المدارج للتوجه للطابق العلوي من المسكن أصبح يتعبها نظرا لحالتها المرضية فقد طلب زوجها الشيخ من صهره اخلاء الطابق الارضي والانتقال بالسكن الى محل آخر وهو ما حزّ في نفس الصهر وكان ذلك سببا في توتر العلاقات بينهما. وغادر الصهر وزوجته (ابنة الشيخ) المحل وانتقال بالسكن الى محل آخر. وبعد مدة توفيت زوجة الشيخ وأصبح الشيخ يقيم بمفرده بذلك المنزل الشاسع، وكان الشاب المتهم في قضية الحال، وهو جار مباشر لمسكن الشيخ يعرف كل هذه التفاصيل عن العائلة ويعرف العلاقة المتوترة بين الشيخ وصهره ويعرف اقامة الشيخ بمفرده فاستغل تلك الظروف وعمد في احدى الليالي الى تسوّر جدار منزل جاره حيث عثر على خمسمائة دينار فاستولى عليها وأنفقها كلها في ملذاته. ولم يقدم الشيخ شكوى ضد مجهول خوفا من ان يكون الفاعل هو صهره، وتجنبا لإثارة مشاكل أخرى. وبعد مدة من وقوع هذه الحادثة عاود الحنين الشاب الجار الى مزيد الغنم فعاود الكرة ودخل منزل جاره الشيخ ولكنه في هذه المرة وجد نفسه وجها لوجه معه وبما انه يعرفه جيدا فقد سأله عن سبب تواجده داخل المنزل دون طرق الباب أو استعمال الجرس فأجابه بأنه أتى قصد سرقة قارورة غاز. فاغتاظ الشيخ وأمسك بتلابيب الشاب وأخذ في معاتبته. وخوفا من افتضاح أمره عمد الجاني الى تكميم فم جاره الشيخ وأخذ في تعنيفه ثم رماه أرضا والتقط قضيبا حديديا صادف وجوده بالقرب منه وانهال به عليه بأنحاء مختلفة ببدنه مما تسبب له في كسر ثلاثة أضلاع واسقاط العديد من أسنانه وثقب بشفته السفلى وجروح مختلفة على مستوى الرأس وكسر بكتفه الايسر زيادة على رضوض مختلفة بجسمه. وحين رأى أنه لا يبدي حراكا أخذ في جره من الطابق العلوي الى الطابق الارضي عبر المدارج وأدخله الى الفناء الخارجي للمنزل وحشر له رأسه في بالوعة للمياه المستعملة تاركا رأسه الى أسفل ورجليه الى أعلى ثم أغلق الباب ورجع الى الطابق الاعلى للمنزل بحثا عن غنيمة ما، فلم يجد غير هاتف جوال فوق المنضدة فاستولى عليه ولاذ بالفرار. هذا ما اعترف به الشاب عند القبض عليه واستنطاقه، ولكنه أضاف لدى حاكم التحقيق أنه قام بكل من الأفعال بتحريض من صهر الشيخ مقابل تميكنه من ثلاثمائة دينار. وبعد ان تمت احالة القضية على السيد حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة أعيدت من جديد الى فرقة الأبحاث العدلية بالتضامن لإتمام الأبحاث حول هذا الادعاء الجديد حسب إنابة عدلية. وثبت من خلال التحري والمكافحة بطلان هذا الادعاء، وتراجع المعتدي في أقواله وأدلى بالحقيقة وهو الآن موقوف في انتظار المحاكمة.