في ذكرى يوم «الشهيد» 8 جانفي 2013 وبعد عامين على ثورة تالة حاولت الشروق ان ترصد أجوبة الناس عن سؤال واحد طرحناه على الشباب المشارك في «مسيرة الغضب» يوم امس 8 جانفي 2013: ما الذي تغير في تالة بعد عامين من الثورة؟ الذين سألناهم أجمعوا على فكرة اساسية وهي ان لا شيء تغير في تالة والقصرين عموما. واكدوا بأن اهالي تالة اكتشفوا بعد سنتين من الثورة بان احلامهم في التنمية والتشغيل والكرامة لم تكن سوى اوهاما.
لان الواقع يشهد بأن المنطقة لم تزد سوى تهميشا وتفقيرا. فالحكومات المتعاقبة بعد الثورة لم تفعل شيئا سوى تعميق الفجوة الجهوية في تونس ولم تفعل شيئا من اجل تغيير هذا الواقع سوى تقديم الوعود التي لن تتحقق.
الذين سألناهم من الشباب اصروا على انهم جاؤوا الى ساحة الشهداء بتالة لا للاحتفال بل لإعلان الحداد واعلان هذا اليوم يوما للغضب كما لوحت بذلك مختلف الشعارات المكتوبة اللافتات المرفوعة في الانهج والساحات. السيد عادل السائحي اخوالشهيد وجدي يبرر رفض عائلات الشهداء ومن ورائهم كل اهالي تالة الاحتفال بأن لا شيء يدفع الى الفرح والاحتفال في ظل غياب محاكمة جادة للقتلة والمجرمين وفي ظل واقع ازداد فيه الناس فقرا وتهميشا وكان قدر تالة ان تثور ليستفيد الاخرون.
ويجدد محدثنا طرح الاسئلة التي يطرحها الاهالي في تالة: أين قتلة ابناء تالة؟ أين وعود التنمية والتشغيل؟ أين المشاريع التي وعدت بها الحكومة ؟؟ ان ذكرى الشهيد كما يقول اغلب من استجوبتهم الشروق مناسبة لتجديد الروح الثورية في ابناء تالة لا للبكاء على الشهداء والحزن على ما آلت اليه ثورتهم بل لتجديد العهد مع النضال المستمر من أجل نيل الحقوق التي استشهد من اجلها شهداء تالة .
هذا وتحت شعار «الوفاء للشهداء» انتظمت تظاهرة حاشدة بساحة الشهداء بتالة عرضت اثناءها صور وثائقية تخلد المسيرة النضالية للجهة منذ ثورة علي بن غذاهم الى ثورة تالة والقصرين جانفي 2011. قد اكد الذين تداولوا على منبر الخطابة بساحة الشهداء على حق الجهة في التنمية ورفض الاهالي لكل اشكال «الحقرة» و«التهميش»الذين تواصلا بعد عامين من الثورة.
واكدوا ايضا على رفض ابناء الجهة لكل اصطفاف حزبي لان تالة كما كانت عصية على البايات وعلى بورقيبة وعلى بن علي ستكون عصية على كل محاولة للاحتواء الحزبي والمذهبي. هذا وقد انطلقت من أمام ساحة الشهداء مسيرة حاشدة ضمت الى جانب الاهالي والتلاميذ ثلة من النشطاء في المجتمع المدني جابت الشارع الرئيسي للمدينة رفعت شعارات تعبر عن غضب الشارع من حالة تواصل التهميش مطالبة بحق الجهة في التنمية والعيش الكريم. واتجهت المسيرة بعد ذلك الى مقبرة المدينة حيث انتظم موكب مهيب تم خلاله تأبين الشهداء والترحم عليهم.