تتجه الأنظار غدا الجمعة إلى جينيف حيث من المقرر أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأمريكية حول سوريا بالتزامن مع الزيارات المكوكية لقادة الديبلوماسية الإيرانية والتركية بين العواصم لإسناد التسوية السياسية في الشام. فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن الجولة الثانية من المشاورات الأمريكية الروسية حول سوريا بحضور الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ستعقد غدا الجمعة في جينيف.
وقال بوغدانوف لوكالة الأنباء الروسية انترفاكس إن «الإجتماع الثلاثي بين بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز والأخضر الإبراهيمي مقرر في 11 جانفي الجاري في جينيف».
والتقى الدبلوماسيون الثلاثة للمرة الأولى في جينيف منتصف ديسمبر الفارط، عندما سرّبت تقارير عن مبادرة روسية أمريكية مشتركة لوضع حد للأزمة في سوريا. غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف لدى استقباله الإبراهيمي اواخر ديسمبر الفارط أن الأسد ابلغ الوسيط الأممي والعربي في وقت سابق أنه لا يعتزم التنحي عن الحكم.
وصرّح الإبراهيمي فيما بعد أن لديه اطاراً لمبادرة سلام يمكن أن يتبناه الجميع لإنهاء سفك الدماء.
في هذه الأثناء , أعلنت وزارة الخارجية التركية أن فريدون سينيرلي أوغلو نائب وزير الخارجية التركي يزور حاليا موسكو، حيث يجري مباحثات مع الجانب الروسي حول تطور الوضع في المنطقة وخاصة الأزمة السورية.
وذكرت الخارجية التركية أمس الأربعاء أن «سينيرلي أوغلو» وصل إلى موسكو لإجراء مباحثات مع كبار الدبلوماسيين الروس تلبية لدعوة ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وأشارت مصادر دبلوماسية تركية إلى أن سينيرلي أوغلو سيقوم بزيارة الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل.
وفي ذات الإطار, التقى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس الإربعاء مشاورات رفيعة المستوى مع القادة والمسؤولين السياسيين المصريين في القاهرة تمحورت بالأساس حول الأزمة السورية وآليات تسويتها بالطرق السلمية وبالتوافق الإقليمي والدولي.
في القاهرة أيضا, شكلّت الأزمة السورية أحد محاور مباحثات رئيس الوزراء القطري حمد بن جبر مع الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة الليلة قبل الماضية. والتقى حمد أيضاً مع نظيره المصري هشام قنديل حيث بحثا التطورات الأخيرة على الساحة العربية.
بالتوازي مع هذه المستجدات السياسية , قال المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد يمثل «خطوة إلى الوراء». حسب تعبيره.
واشار في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى أن خطاب الأسد «يمثل عودة للخلف ولا يوفر البيئة المناسبة التي تصب في دعم مهمته، ولا يتماشى مع محددات المقترح الذي طرحه مؤخرا للحل السياسي للأزمة التي تتفاقم على نحو سلبي».
وكان التقى أيضا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في أحد فنادق القاهرة الكبرى في اجتماع استمر أكثر من ساعتين، لمناقشة التفاصيل المتعلقة باتصالاته الأخيرة.