زيارة الرئيس الفرنسي للامارات ترمي لاقناع الدول الخليجية بتمويل الحرب الجارية حاليا في مالي وبحث امكانية مشاركة قوة فرنسية متمركزة في الامارات في هذه الحرب. قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الثلاثاء إن فرنسا تتوقع أن تقدم دول الخليج العربية المساعدة للحملة الإفريقية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي سواء مساعدة عينية أو مالية.
وردا على أسئلة الصحفيين خلال زيارة إلى الامارات العربية المتحدة أضاف فابيوس أن وجود القوات الفرنسية في هذه الدولة الإفريقية ذات الغالبية المسلمة سيحبط محاولات تنظيم القاعدة تجنيد أفراد في المنطقة.
وقال إن الدول المانحة ستجتمع بنهاية جانفي لتمويل مسعى إفريقي لمواجهة المقاتلين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
من جهته أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن 750 عسكريا فرنسيا موجودون في مالي حيث تجري فرنسا عمليتها العسكرية لمحاربة «المسلحين الاسلاميين»، مؤكدا أن باريس «ستستمر في نشر القوات على الأرض وفي الجو».
وقال هولاند أمام الصحفيين أثناء زيارته للقاعدة البحرية الفرنسية «معسكر السلام» في أبوظبي أمس : «لدينا حاليا 750 جنديا (في مالي)، وعددهم سيزيد»، مضيفا أن نشر قوة إفريقية مشتركة لمساعدة القوات الفرنسية في مالي قد يستغرق أسبوعا. وذكر أيضا أن القوات الفرنسية نفذت ضربات جديدة على معاقل المسلحين خلال الليل، مؤكدا أن الغارات «حققت هدفها».
وقد وصل الرئيس الفرنسي إلى أبو ظبي صباح أمس الثلاثاء في مستهل زيارته الى دولة الامارات العربية المتحدة حيث سيبحث مع المسؤولين هناك مسائل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية. وأفادت وكالة «فرانس برس» نقلا عن مصادر مقربة من الرئيس أن التدخل العسكري الفرنسي فى مالي سيتصدر جدول مباحثاته خلال الزيارة التي كان يتوقع ان تتركز على مسائل التعاون الاقتصادي، لكن جدولها تغير مع بدء العملية العسكرية الفرنسية في مالي.
هذا وذكرت تقارير صحفية فرنسية أن القيادة العسكرية تنظر في احتمال اشراك مقاتلات «رافال» الست الموجودة في القاعدة الفرنسية بأبوظبي في المهمة القتالية بمالي. وأكد مسؤول أمني فرنسي للصحفيين أن الجنود الموجودين في الامارات لا يشاركون في العملية، لكنهم على استعداد تام للانضمام الى الوحدات المرابطة في باماكو.
وقد واصلت فرنسا غارات جوية على أهداف مفترضة للمتشددين الإسلاميين في مالي في الوقت الذي اكتسبت فيه خطط نشر قوات افريقية زخما أمس الثلاثاء وسط مخاوف من أن يعرض تأخرها للخطر مهمة أوسع نطاقا للقضاء على تنظيم القاعدة وحلفائه.
وأرسلت فرنسا بالفعل مئات الجنود إلى مالي وشنت غارات جوية منذ يوم الجمعة في منطقة صحراوية شاسعة سيطر عليها تحالف إسلامي في العام الماضي يضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وجماعة أنصار الدين.
ومن المفترض أن مسؤولي الدفاع في منطقة غرب افريقيا اجتمعوا أمس في باماكو للموافقة على خطط للإسراع من نشر 3300 جندي من دول المنطقة كما تنص خطة تدخل مدعومة من الأممالمتحدة.