أعلن الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" أن 750 عسكريا فرنسيا متواجدون على الأرض في مالي حيث تتابع فرنسا عمليتها العسكرية.موضّحا خلال زيارة للقاعدة البحرية الفرنسية "معسكر السلام" في أبوظبي، أن بلاده "ستستمر بنشر قواتها على الأرض وفي الجو»، مشيرا إلى أن نشر القوات الإفريقية «سيتطلب أسبوعا على الأقل". وقد انتشر الجنود الفرنسيين في باماكو عاصمة مالي، فيما تشن الطائرات الحربية ضربات على معاقل الإسلاميين في مناطق عدة من البلاد. ومن جهتها أعلنت الأممالمتحدة عن نزوح 30 ألف شخص جراء القتال الدائر هناك. وقد سيطرالإسلاميون في مالي أمس الاثنين على بلدة ديابالي في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، في أعقاب تدخل عسكري فرنسي في مالي.وقال وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لودريان" إن "ديابالي" الواقعة على بعد 400 كيلومتر من العاصمة باماكو تمت السيطرة عليها في هجوم مضاد من قبل الإسلاميين. وأضاف وزير الدفاع الفرنسي أن الإسلاميين تراجعوا في شرقي مالي، معترفا أن القوات الفرنسية تواجه "وضعا صعبا" ضد من وصفهم بال"المتمردين المسلحين" في غربي البلاد. وذكرت مصادر أمنية مالية أمس الاثنين أن أكثر من 60 إسلاميا قتلوا في هجوم جوي فرنسي على معقل المتمردين في غاو.وفي تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مشاركة بلاده في الحملة العسكرية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي ستستمر "لفترة تصل إلى أسابيع". ويذكر أنّ الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" أكد في الاجتماع الطارئ الذي عقده الأحد 13 جانفي الجاري في قصر الإليزيه لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في الصومال ومالي، أن العمليات العسكرية الفرنسية المساندة لحكومة مالي في مواجهتها لمن وصفهم بال"متشددين الإسلاميين" القادمين من شمال البلاد، ستستمر في الأيام المقبلة. وطلب هولاند من حكومته تعزيز الإجراءات الأمنية على الأراضي الفرنسية. واعتبر هولاند أن فرنسا بتدخلها في مالي "فرنسا لا تدافع عن أي مصلحة خاصة غير الحفاظ على بلد صديق، ولا هدف لها سوى مكافحة الإرهاب (...) لذلك إن تحركها يحظى بدعم مجمل المجتمع الدولي وترحب به كل الدول الإفريقية". وأضاف الرئيس الفرنسي في خطابه إن "مهمتنا لم تنته بعد وهي تقضي بتمهيد الطريق أمام نشر قوة تدخل إفريقية. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي "جان-ايف لودريان" أن "الضربات الجوية الفرنسية على مواقع المجموعات المسلحة الإسلامية في مالي مستمرة صباح الأحد 13 جانفي (...) وهناك غارات باستمرار، ويجري شن غارة في هذا الوقت، كما شنت غارات ليلا وسيكون هناك غارات غدا...إلا أنّه لم يتم بالكامل وقف تقدم المجموعات المسلحة"، وفق تعبيره. وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن السبت 12 جانفي التصدي للمقاتلين الإسلاميين شمال مالي قائلا "تم وقف تقدم خصومنا في مالي"، بعد أن كان الجيش الفرنسي قد تدخل الجمعة عسكريا لدعم الجيش المالي في مسعاه إلى وقف تقدم المقاتلين الإسلاميين من شمال البلاد إلى جنوبها. أمّا ميدانيا وبتقدم قوات ''أنصار الدين'' فقد سارع الرئيس المالي إلى طلب مساعدة عسكرية عاجلة من الأممالمتحدةوفرنسا التي أعلنت عن استجابتها.وشن الجيش المالي هجوما مضادا على قوات ''أنصار الدين''، شاركت فيه طائرات من دول إفريقية لاستعادة مدينة كونان في وسط البلاد. ومن جهتها أجرت القوات الجوية الفرنسية طلعات جوية لتحديد أماكن مقاتلي ''أنصار الدين''. وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أنّ فرنسا أرسلت 150 جندي لتعزيز قوات مالية كبيرة وصلت إلى مدينة ''سيفاري'' القريبة من مدينة كونان، لاستعادتها من ''أنصار الدين'' ووقف تقدم قواتها باتجاه ''موبتي'' الواقعة على بعد 19 كلم من مدينة كونان. وكانت القوات الفرنسية قد انتشرت يوم الجمعة 11 جانفي بعد أن فقد الجيش المالي السيطرة على إحدى المدن الاستراتيجية المهمة التي سيطر عليها الإسلاميون. وكانت الأممالمتحدة وافقت في وقت سابق على خطط لإرسال نحو 3000 جندي أفريقي إلى مالي لإعادة السيطرة على شمالي البلاد في حالة عدم التوصل إلى حل سياسي. ومن جهته، قال متحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إنه يعتبر العملية الفرنسية تدخلا صليبيا وخاطب الفرنسيين قائلا إنهم "سيحفرون قبور أبنائهم إذا استمرت العملية العسكرية"، حسبما أفاد موقع صحراء ميديا في موريتانيا.