يحمل في رصيده زهاء الثمانين مقابلة دولية وشارك مع المنتخب اوطني في أربع نهائيات قارية متتالية اضافة الى كأسين عالميتين وألعاب اولمبية بأطلنا سنة 1996، هو ذا زبير بية باختصار اللاعب الذي يعتبر من العلامات الفارقة في كرتنا لما تمز به ولا يزال من صنعة عالية ومقدرة كبيرة على شدّ المتفرج... والى جانب ذلك فان «أبا محمد عزيز» متحدث رصين لا يستند في كلامه الا لمعطيات ثابتة وعميقة... على هامش ترشح المنتخب الوطني الى المربع الذهبي لكأس أمم افريقيا تستضيف لكم «الشروق» زبير بية في الحديث التالي. في البداية كيف رأيت أداء المنتخب الوطني أمام السينغال؟ رأيت منتخبنا الوطني على النحو الذي جعله يمر بامتياز الى الدور نصف النهائي بعدما تحلى به اللاعبون من عزيمة وارادة كبيرتين وروح قتالية عالية جعلتهم يكسبون ورقة الترشح عن جدارة واستحقاق ومن الأشياء الايجابية التي رأيتها يوم السبت الفارط أمام السينغال نجاح لاعبينا في كسب الصراع البدني الذي كان قويا والحال ان هذه الناحية تعتبر نقطة ضعفنا وموطن قوة السينغاليين... لكن بالعزيمة والرغبة في الترشح كان منتخبنا الوطني بعيدا عن منافسه من حيث الجهود الغزيرة التي بذلها اللاعبون اضافة الى حسن توظيفهم لهذه الناحية بالشكل المطلوب... منتخبنا الوطني عرف كيف يستغل حالة اللاتركيز التي كان عليها السينغاليون الذين اهتموا بأشياء أخرى أكثر من المباراة... المهم أن المنتخب ترشح بامتياز وعن جدارة واستحقاق وكان في ميزان جميع الفنيين الأحق بورقة المرور الى الدور نصف النهائي. بماذا تنصح لاعبي المنتخب الوطني في لقاء الغد ضد نيجيريا لحساب الدور نصف النهائي؟ الحوار مع نيجيريا شكل آخر يختلف عن مباراة السينغال... اذ ستتوفر لنا في مباراة الغد مساحات أكثر بما أن المواجهة ستكون مع منتخب «يلعب الكرة» وحين نجد منافسا من طراز نيجيريا سيكون باستطاعتنا ان نلعب أفضل ويتعين في تقديري احكام استغلال المساحات بسرعة العمليات في المناطق الأمامية وأظن أنه بوجود زياد الجزيري الذي يتقن جيدا الهجومات السريعة بمعية دوس سانطوس مع قيمة الدور الذي يلعبه سليم بن عاشور واللحمة الكبيرة التي يمتيز بها منتخبنا سنكون قادرين على تجاوز عقبة نيجيريا. أيهما كنت تفضل في الدور نصف النهائي... الكاميرون ام نيجيريا؟ طبعا ليس هناك في هذه الحالات من مفاضلة لكن عندما نقارن بين آداء المنتخبين والنوعية التي يعتمدها كل منهما في مردوده تجدني أفضّل نيجيريا التي تميل في آدائها الى النزعة التي تسمح بتوفير المساحات وهو أمر يساعدنا كثيرا ويجب ان نتذكر كيف ان مردود منتخبنا الوطني كان جيّدا عندما لعب أمام فرق من طراز فرنسا والبرتغال... بمعنى أننا نستطيع ان نلعب ونقدم مردودا ناجعا ونحقق النتيجة المطلوبة حين نجد أمامنا منافسين يفتحون المنافذ ولا يركزون كثيرا على الناحية البدنية في أدائهم... خلاصة القول مواجهة نيجيريا أفضل لنا من ملاقاة الكاميرون في الدور نصف النهائي. وعن حظوظ الترشح الى الدور النهائي... ماذا تقول؟ مع احترامي الكبير للمغرب ومالي فانني اعتبر لقاءنا غدا ضد نيجيريا دورا نهائيا... والمنتخب الذي استطاع ان يترشح بامتياز وعزيمة وإرادة على حساب السينغال بامكانه ان يتخطى عقبة نيجيريا لان الروح المعنوية الكبيرة للاعبين تعززت وتدعمت أكثر وبقطع النظر عن الآداء في حدّ ذاته كيف يجب ان يكون... تبقى الاهمية المطلقة للنتيجة في مثل هذه المنافسات ومنتخبنا الوطني أمام فرصة هامة وتاريخية ليحقق الانجاز الذي طالما انتظرناه بإحراز كأس أمم افريقيا التي أصبحت قريبة منّا أكثر من أي وقت مضى في ظل ما رأيناه من روح نضالية عالية لدى اللاعبين وترشحهم المستحق أمام السينغال اقام الدليل وقدم البرهان على أن هذا المنتخب بإمكانه أن يبلغ المراد واعتقادي راسخ أن من هزم السينغال سيكون قادرا وزيادة على تكرار السيناريو أمام نيجيريا. ما هي النقاط الايجابية التي رأيتها في المنتخب الوطني وتعتبرها دعامة للمعاني التي أكدت عليها في كلامك؟ من أهم الأشياء الايجابية المسجلة في مردود المنتخب الوطني الواقعية في اللعب اضافة الى النسق الممتاز الذي نجح في اظهاره خاصة في مقابلته الأخيرة امام المنتخب السينغالي... فضلا عن ذلك ثمة معنويات مرتفعة وانعكاس واضح وجلي لاجواء ممتاز ولحمة كبيرة وهي في اعتقادي من أهم مرتكزات النجاح المنشود. من وجهة نظرك... كيف بدت لك الدورة الرابعة والعشرين لنهائيات كأس افريقيا؟ الى حدّ الآن رأينا مستوى فنيا جيدا وكرة ممتازة من معظم المنتخبات المشاركة إضافة الى الحضور الجماهيري الكبير فبإستثناء ملعب المنزه أو مباراة تونس ضد غينيا التي تزامنت مع يوم عيد الاضحى فان بقية المباريات والملاعب حققت النجاح من حيث الاقبال الجماهيري الذي كان جيدا ومدعما للفرجة كما تجب الاشارة ايضا الى نقطة في غاية الاهمية وتحسب لبلادنا ومضمونها يتعلق بجودة مستوى الملاعب والارضية الممتازة التي تساعد اللاعبين على تقديم كرة جيدة تمتع الجمهور اضافة الى امتياز آخر وهو أن دورة كأس أمم افريقيا تجرى على ستة ملاعب وهي سابقة في غاية الامتياز تتحقق لاول مرة في تاريخ هذه المسابقة القارية. عموما لا نملك الا أن نقول بأن الدورة الرابعة والعشرين لكأس أمم افريقيا ناجحة الى حدّ الآن بشكل جيّد على جميع المستويات. ما هي أفضل المنتخبات التي شدّت انتباهك في هذه الدورة؟ الى جانب المنتخب المغربي الذي مثل المفاجأة بفريقه الشاب والجديد هناك المنتخب المالي الذي يعتبر من أفضل الفرق الى حدّ الآن لتعاطيه كرة سهلة وغير معقدة فهو يلعب بشكل منظم ويقوم أداؤه على الصبغة الجماعية التي مكنت زملاء «كانوتي» من تحقيق الترشح الى الدور نصف النهائي للمرة الرابعة في تاريخ المنتخب المالي الذي يبلغ النهائيات القارية في أربع مناسبات كذلك. من موقعك... الى أي حدّ تؤمن بأن المنتخب الوطني بات قادرا على الظفر بكأس افريقيا للأمم؟ في سياق حديثي أشرت الى عدة نقاط ايجابية تترجم طبيعة النسق الممتاز للمنتخب ولا أذيع سرا حين أقول بأن ايماني كبير بمقدرة المنتخب الوطني على تحقيق الامتياز بإحراز اللقب القاري لأول مرة... صراحة أصبحنا نشعر بأن التتويج قريب منّا... والمهم في تقديري في مثل هذه التظاهرات ليس الاداء بقدر ما للنتيجة من قيمة وأهمية... فالتاريخ سيسجل بأن المنتخب التونسي رفع كأس افريقيا للأمم. فنحن حين بلغنا الدور النهائي سنة 1996، صحيح ان ذلك كان انجازا محترما.. لكن ما سجله التاريخ ان جنوب افريقيا رفعت اللقب... لذا نحن اليوم امام فرصة هامة جدا لنظفر بكأس افريقيا بفضل ما يتحلى به اللاعبون من عزيمة فولاذية وإرادة قوية. ماذا تطلب من الجمهور في الختام؟ دور الجمهور معروف، يجب ان يكون بأعداد قياسية ويجب ان يشجع دون هوادة وأن يمثل بحق اللاعب رقم 12.