تطور الاستثمارات الفلاحية ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي ودفع التشغيل والعجلة الاقتصادية هي محور حديث المدير العام للاستثمارات الفلاحية. تحدث السيد عبد اللطيف غديرة المدير العام بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية أمس خلال اللقاء الاعلامي الدوري بمقر رئاسة الحكومة عن تطور الاستثمارات الفلاحية سنة 2012 بنسبة 7،6٪ من حيث العدد ونسبة 11،9٪ من حيث القيمة.
كما تطور الاستثمار في قطاع الصيد البحري وخاصة في مجال تأهيل قطاع الصيد البحري. فيما تراجعت نوايا الاستثمار في تربية الأحياء المائية ب53٪.
وكانت الصناعات الغذائية قد تطورت بنسبة 75٪ مقارنة بسنة 2011 لتمثل حوالي 40٪ من مجموع الاستثمارات المصرح بها.
وكانت وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية قد صادقت خلال سنة 2012 على 4560 عملية استثمار بزيادة 2،8٪ من حيث العدد و9،8٪ من حيث الحجم مقارنة بسنة 2011 وستمكن من احداث 5569 موطن شغل قار اي بتراجع 2،1٪ مقارنة مع 2011. وفسّر السيد المدير العام للوكالة هذا التراجع او الاستقرار باتجاه معظم المشاريع نحو توسعة وتحسين المشاريع القديمة أكثر من الاحداثات الجديدة.
تراجع وأسباب
شهدت بعض الولايات تراجعا في الاستثمار الفلاحي.. وتم تسجيل تراجع في الاستثمار في تربية الأحياء المائية بصفة خاصة وسجلت منطقة الجنوب الشرقي تراجعا ب40٪. وعموما تعود أسباب التراجع في نصف الولايات الى وجود صعوبة في التمويلات البنكية، اضافة الى وجود صعوبات عقارية في بعض الولايات منها نابل وتوزر، كما توجد صعوبات للحصول على رخص الآبار الارتوازية.
كما تم من جهة أخرى تسجيل تراجع في تربية الأحياء المائية وخاصة بالمنستير، وتعاني ڤبلي من مشكل ندرة المياه لكن وفي المقابل تم تسجيل اقبال على اقتناء الاراضي وهو ما يعني أنها المرحلة الاولى للانطلاق في الاستثمارات.
ويقدر عدد المقبلين على الاستثمار الفلاحي من حاملي الشهائد العليا ب35٪ وقد انطلقت الوكالة في تجربة جديدة وهي «المرافقة» اي مرافقة الباعث لأحد الخواص في تفاصيل مشروعه حتى يتمكن من حيثياته ويقف على الصعوبات عوضا على الطريقة القديمة.. وقامت الوكالة بمساندة عدد من الباعثين. وتم الانطلاق خلال سنة 2012 في انجاز 67٪ من المشاريع المعلن عنها.
أنشطة واستثمار
تغيرت ملامح المستثمرين وشهدت الاستثمارات المصادق عليها سنة 2012 تغيرا هاما في نوعية الأنشطة المصادق عليها حيث تطورت الاستثمارات في أنشطة الخدمات بزيادة نسبتها 86،4٪ ومنها بالأساس مخازن الحبوب. كما تم تسجيل تطور في مشاريع التحويل الأولي للمنتجات الفلاحية وتطور في مشاريع الصيد البحري خصوصا من خلال تأهيل مراكب الصيد لاسيما بصفاقس لتبلغ مساهمتها 5٪ وتراجعت مشاريع تربية الأحياء المائية ب36٪. وشمل التطور نصف الولايات مقابل تراجع في الاستثمار بالنصف الثاني.. وشهدت جهة الوسط الشرقي أكبر نسب التطور والنمو ب41،2٪ وخاصة ولاية صفاقس 172٪ وتراجعت الاستثمارات في المنستير ب44٪.
وتطورت استثمارات الوسط الغربي ب17،2٪ شمل سيدي بوزيد ب23،7٪ والقيروان 21،2٪ والقصرين 6٪ أما جهة الجنوب الغربي فشهدت تراجعا ب39،9٪.
حليب وأمن غذائي
اجابة عن سؤال «الشروق» المتعلق بتحقيق الأمن الغذائي في تونس ومدى الاقبال على الاستثمار في قطاعات حساسة وتشهد نقصا وضغطا على المستهلك التونسي، قال المدير العام بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية انه بالإمكان استغلال الأراضي الفلاحية التونسية التي هي «ثروة وذهب» بإمكانها تحقيق الأمن الغذائي للتونسيين من خلال استغلال 100٪ من الاراضي الفلاحية. وأضاف بأن هناك تطورا في قطاع الأبقار من حيث العدد ب17٪ من حيث العدد و28٪ من حيث القيمة.. وان الاستثمار انطلق في جانفي ونوفمبر وهو ما ينبئ بقرب انفراج أزمة الحليب.
وتم بصفة خاصة الاستثمار في قطاع الأبقار بقفصة كما تم تطوير استثمار الغنم وتطور الجرارات ب1400 جرّار.