غريب ما يطرأ من حين الى آخر في رياضتنا! غريب أمر المشرفين على دواليبها! غريب قلة اكتراث بعضهم بالمبادئ الأساسية للرياضة والحركة الأولمبية! فبعد أن كرّست لجنتنا الأولمبية الموقّرة في جلسة عامة سيحفظها التاريخ بأحرف سوداء سياسة الاقصاء بتمريرها لفصل يمنع خيرة من خدموا الرياضة في هذه البلاد من الترشح الى عضوية اللجنة الوطنية الاولمبية،
ها أن نفس المنصّبين بلجنتنا الاولمبية الموقرة يصرّون من خلال تواجدهم في الهيئة العليا المستقلة المشرفة على انتخابات المكاتب الجامعية على الضرب عرض الحائط بأبسط غايات الرياضة وأنبلها والتي جعلت من منظمة الأممالمتحدة تفردها بقرار أممي وقعت المصادقة عليه بالاجماع سنة 2003 وببادرة من تونس يقضي باعتبار الرياضة وسيلة للتآخي والتحابب والسلم علاوة على وظائفها التربوية والصحية والتنموية.
فعوض أن تسعى اللجنة الاولمبية الى استقطاب أكثر ما يمكن من الكفاءات التي أعطت للرياضة من خلال مواقع عدّة أمثال بشير جباس العالم القدير في الميدان والذي كرّس حياته للرياضة سواء كان ذلك في ميدان التدريب او التدريس الجامعي أو البحث أو تقمص أعلى المسؤوليات في الدولة أو مصطفى بوشناق أو غازي المهيري أو الهاشمي رزق ا& أو مئات الآخرين الذين مرّوا بكافة حلقات العطاء باستثناء الانضمام الى أحد المكاتب الجامعية، عوض أن تفتح أمامهم أبواب لجنتنا الأولمبية الموقّرة للاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم، اختارت أن توصد أبوابها أمامهم بوضع شرط أقدمية التسيير الجامعي لضمان حق الترشح او اللجنة الاولمبية. وحتى لا أحرج أحدا من المؤهلين الىعضوية اللجنة بفضل هذا الفصل فسوف لن أسمّي أحدا من الاعضاء الجامعيين الذين لم يقدّموا ولو خدمة الى الرياضة بل استخدموها لمصالحهم الخاصة، فتجدهم اليوم مؤهلين قبل «شخصيات رياضية» بأتم معنى الكلمة الى الانضمام الى اللجنة الأولمبية.
تصوّروا أن شخصا مثل عبد المجيد السنوسي بطل الجيدو السابق والمدرّب الوطني الناجح قبل أن يصبح مديرا فنيا لجامعة الجيدو ثم مديرا للنخبة فمديرا عاما للرياضة يجد نفسه ممنوعا من الانضمام الى اللجنة الاولمبية... تصوّروا أن يحرم مصدّق لحمر أو الحبيب الشريف أو عادل التلاتلي من خدمة الرياضة من خلال اللجنة الاولمبية. الأمر ببساطة غير مقبول وغير معمول به تماما في الحركة الاولمبية الدولية، والمبدأ العام أن يفسح المجال لكافة الكفاءات وأن يقع تغليب المصلحة العليا للرياضة على الحسابات الضيقة التي لا علاقة لها بالفكر الأولمبي.
وما يحزّ في النفس أن يتمادى بعضهم في تكريس التفرقة وتشتيت العائلة الرياضية بتعلة تطبيق قوانين جائزة لا علاقة لها بروح الممارسة الرياضية كأن يحرم البعض من الترشح الى عضوية جامعة بسبب الانتماء الى مكتب جامعي سابق وقع حلّه أو إن بسبب تعرضه لعقوبة ايقاف عن النشاط الرياضي... والتفاصيل لا تهمّنا بقدر ما يهمّنا أن تسعى اللجنة الأولمبية الموقرة الىلمّ الشمل خاصة وأن كبار المشرفين عليها يدركون جيدا ما هي الأسباب الحقيقية التي كانت وراء ازاحة بعض الأشخاص.
الظرف اليوم يتطلب أكثر نزاهة ونبذا للعداوة التي تأباها الرياضة. الظرف يتطلب وفاقا يكرّس توحيد العائلة الرياضية لا تفريقها.