خيبة مدوية ما في ذلك شك حصلت للتونسيين واصابتهم بحدة في كبريائهم الكروي بعد المشاركة الهزيلة للمنتخب في «كان» جنوب افريقيا ؟ التحاليل والتعاليق كانت كلها تصب في اتجاه واحد هو تحميل المدرب سامي الطرابلسي كامل مسؤولية هذا الفشل بل وصل الامر الى حد اتهامه بتشريك «السماسرة» في اختيار اللاعبين وتحديد قائمة المشاركين في هذا الاستحقاق الكروي القاري الهام.
هذا الاتهام ما لم يثبته تحقيق جدي يجب ان يفتح بكل شفافية لما فيه خير المنتخب وخير كرتنا فهو الى حد ما قائم في اطار التخمينات التي لها ما يؤسسها ويكرسها على أرض الواقع بناء على ما عاينه الجميع في جنوب افريقيا.
منتخب «فيترينة»
لا نعتقد أن سامي الطرابلسي لا يفقه في أمور الكرة حتى يؤثث قائمة المنتخب بلاعبين مصابين مثل فاتح الغربي أو عائدين من اصابة مثل مجدي التراوي أو خضعوا لعمليات جراحيةأسابيع قليلة قبل ال«كان» مثل يوسف المساكني أو يمرون بظروف صعبة بدنيا وفنيا وذهنيا مثل خليل شمام ووليد الهيشري أو يلعبون في بطولات تفتقر الى النسق القوي مثل عصام جمعة وشادي الهمامي أو لا يشاركون مع نواديهم الأوروبية بانتظام مثل أسامة الدراجي أو لا خبرة لهم بمثل هذه المنافسات الكبيرة ولم يقدموا مستوى في نواديهم يجعلهم «عباقرة» صغارا يمكن أن يرجى منهم خيرا في جنوب افريقيا مثل فخرالدين بن يوسف... لكل ذلك نعتقد أن سامي الطرابلسي لم يؤثث قائمته على اعتبارات كروية فنية من شأنها أن توفر له مساحات شاسعة من المقدرة على الاختيار أو التعويض خلال المباريات لأن الرأي الجازم بأن نسبة كبيرة ممن سافروا الىجنوب افريقيا كان أجدر بالمدرب لو تركهم يتابعون ال «كان» من شاشات التلفزيون ككل فئات الشعب ممن يفهمون في الكرة وممن لا يفهمون فيها... كذلك لا نعتقد أن الطرابلسي وضع سمعته كمدرب ومستقبله و«كرياره» علىكف عفريت وراهن على «الفاشلين» لأنه يريد أن «ينتحر» كرويا الا إذا كان لديه ما يعوضه عن كل ذلك.
سليم شيبوب رحل و«خلفاؤه» باقون
ما يتفق عليه كل المتابعين للمشهد الكروي التونسي أن سليم شيبوب كان الى وقت قريب من سقوط نظام صهره له كلمة مسموعة في المحيط الكروي ومؤثرة فهل ننسى أنه كان وراء التعاقد مع «سكوليو» وجلب «هنري ميشال» والسفر الى مونديال اليابان وكوريا بطاقم فني وقتي أو هل ننسى أنه حارب هنري كاسبارجاك وروجي لومار اللذين تعافت معهما كرتنا ومنتخبنا لأنهما لم يرضخا لأوامره ورفضا أي تدخل منه في المنتخب؟ ثم هل ننسى أن سامي الطرابلسي انتقل ب «قدرة قادر» من مدرب مساعد في المنتخب خلال فترة انهزم فيها امام بوتسوانا في رادس بالذات الى مدرب أول حتى وان فاز بكأس ال «شان» التي لو شاركت فيها تونس بأي ناد لفازت به؟ وهل ننسى أن الطرابلسي غير حاصل على الدرجة الثالثة في التدريب التي يجب ان تكون لدى مدرب المنتخب وانه حصل على الدرجة الثانية في ظروف استثنائية واسألوا المدير الفني السابق للجامعةمحمود باشا وستجدون عنده الخبر اليقين وهل ننسىان مقر تربص المنتخب في قطر كان يعج بالرائحين والغادين لامضاء عقود جديدة مع اللاعبين مع نواد جديدة؟ الا تذكرنا مثل هذه الممارسات ومثل هذه الاختيارات أن «حلفاء» سليم شيبوب مازالوا يتصرفون في المنتخب وفي مستقبل كرتنا ولا تهمهم إن تلطخت سمعتها في الوحل. المهم أن يكون المنتخب محطة تجهيزية للاعبيهم العائدين من اصابات وان يكون مدرب المنتخب وسيلةضغط على لاعب ما للقبول بعرض جديد ولا يهم أن نفشل امام منتخب فزنا عليه في عقر داره واستبحنا شباكه في مناسبات عديدة.
«الحرث المغشوش خطوطو خسارة»
حتىتعطي الارض خيراتها لابد ان تكون الحراثة على أسس صحيحة وهذا للاسف لم يتوفر لمنتخبنا، فالمنتخب الفاشل اختاره مكتب جامعي فاشل وثبته في منصبه مكتب آخر فاشل ولان «فاقد الشيء لا يعطيه» فإن المكتب الجامعي الحالي الذي انتخب بعد الثورة لم تصله الثورة ولم يقم بأي ثورة لانقاذ كرتنا فاعتقد أن الطرابلسي يصلح للمنتخب رغم أن دلائل فشله كانت أوضح من القرائن على نجاحه وترشحنا الصعب الىهذا ال «كان» لا يتفطن الى عسره الا من لا يملك بصيرة كروية ثم ترك هذا المدرب يتصرف كيفما يشاء في المنتخب رغم ان نواقيس الخطر كانت تدق بشدة ولكن لا حياة لمن تنادي ليقرر الطرابلسي ما يشاء وكان المنتخب شأن خاص له وليس شأنا عاما يهم كل من له صلة بهذا البلد.
حاسبوهم و«بكل حزم»
لا نعتقد أن رحيل سامي الطرابلسي لوحده سيحل المشكلة بل لابد أن يتبعه رحيل من تسبب في هذه المهزلة حتى نستخلص الدروس والعبر بالفعل ونقطع مع مثل هذه المهازل التي أخرت منتخبنا وكرتنا وحرمتهما من انجازات عديدة ب «فعل فاعل» خاصة أن المدرب والجامعةلم يجتهدوا ولم يصيبوا فليس لهم الا... الإقالة.
أديبايور : أهدي الفوز إلى كل من سعى إلى عودتي للمنتخب
بدا نجم الكرة الطوغولي إيمانويل أديبايور سعيدا جدا بتأهل منتخبه إلى دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الافريقية بعد التعادل مع منتخب تونس بنتيجة (11) مساء الأربعاء.
وقال أديبايور : «أهدي هذا الترشح التاريخي إلى الشعب الطوغولي الذي آمن بقدراتنا ,وانتظر أن نهديه هذه الفرحة, أنا واثق من أن الأفراح في طوغو كبيرة جدا, وهذا أهم شيء بالنسبة لي ومن أجل ذلك قبلت الحضور للمشاركة في هذه الكأس الإفريقية للأمم. أنا أهدي هذا الترشح لكل من أصر على قدومي إلى جنوب إفريقيا ,وإلى كل من آمن بقدرتي على تقديم الإضافة للمنتخب فذلك هو دوري, وتلك هي غايتي الأساسية» .
مدرب الطوغو : أهدينا فرحة تاريخية لشعبنا رغم الهفوات التحكيمية
أكد مدرب المنتخب الطوغولي ديدي سيكس أن الكرة أنصفت فريقه في مباراته أمام المنتخب التونسي والتي انتهت بالتعادل مشيرا إلى أن منتخب طوغو استحق الترشح إلى دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية, على الرغم من الأخطاء التحكيمية.
وقال ديديي في تصريح: «بادرنا بتسجيل الهدف الأول في المباراة, ولكن المنافس عاد في المباراة على إثر ضربة جزاء, والمؤلم حقا أن الحكم أهدى للمنافس ضربة جزاء ثانية خيالية وقاسية, في وقت تغافل عن منحنا ضربتي جزاء لا غبار عليهما بشهادة كل الفنيين».