بدعوة من جمعيّة مواطنة وحرّيات وتحت رعايتها، إنتظمت يوم الأحد الماضي بالمركز الثقافي المتوسّطي بجربة مائدة مستديرة دعت إليها الجمعيّة لمناقشة مبادرة تقدّمت بها بهدف صياغة ميثاق يحدّد أخلاقيات ومبادئ العمل السياسي والتعامل السّلمي بين مختلف الأطراف السياسيّة والمدنية. ولهذا الغرض قامت الجمعيّة بتوجيه الدعوة مرفوقة بنصّ المبادرة إلى كلّ الأحزاب وفروع المنظّمات الوطنيّة الممثّلة بجربة وإلى بعض الجمعيّات المدنيّة ذات المرجعيّة الفكرية والثقافية، غير أنّ حزب المؤتمر من أجل الجمهورية رفض الحضور وتغيّبت حركة النهضة ولم يجب المكتب المحلّي للإتحاد العام التونسي للشغل على الدعوة. وتم خلال الجلسة صياغة إعلان أطلق عليه إسم «ميثاق جربة للتعامل السّلمي بين مكوّنات المجتمع المدني والسياسي»: واتفقوا على أن يكون قاعدة للتعامل بينهم.
وحول الإطار الذي تم من أجله إعداد هذا الميثاق , قال السيد عبد الكريم التونسي رئيس جمعية مواطنة وحريات: « إنّ ماعرفته بلادنا من حراك سياسي ومدني بعد الثورة تجسيدا لحريّة التعبير والتنظم كمكسب من أهمّ مكاسب الثورة، يفرض على جميع الأطراف السياسية والمدنيّة الالتزام بجملة من الثوابت تتناغم مع ثقافة الحوار والتنافس النزيه في إطار التعدّد السياسي والحرّية وحقوق المواطنة وتقديم مصلحة الوطن على جميع المصالح الأخرى والتمسّك بالشرعيّة ومؤسّسات الدولة. من هذا المنطلق تم إعداد ميثاق جربة « . ويضيف السيد التونسي : «ولهذا الغرض قامت الجمعيّة بتوجيه الدعوة مرفوقة بنصّ المبادرة إلى كلّ الأحزاب وفروع المنظّمات الوطنيّة الممثّلة بجربة وإلى بعض الجمعيّات المدنيّة ذات المرجعيّة الفكرية والثقافية.
ادانة للعنف السياسي
ومن بين ما جاء في ميثاق جربة للتعامل السلمي, الرفض القطعي لكلّ أشكال العنف وإدانة اللجوء إليه كآلية لحسم الاختلاف باعتباره تهديدا خطيرا للحقّ في الاختلاف والتعايش السّلمي بين مكوّنات المجتمع المدني وتحييد المساجد عن الدّعاية الحزبيّة والإقرار الصريح بالحياد السياسي للفضاء الدّيني وضرورة التزام الخطاب الدّيني بالقيّم المشتركة بين مكوّنات المجتمع حفاظا على مدنيّة الدّولة ورفض كلّ الهياكل الموازية لمؤسّسات الدولة تحت أي غطاء ومنها رابطات حماية الثورة والدعوة إلى حلّها ومنع قيامها حفاظا على مسار الانتقال الديمقراطي بالبلاد والتأكيد على أنّ حماية الثورة لا يكون إلاّ عبر تحقيق أهدافها في الشغل والحرّية والكرامة الوطنيّة وتفعيل قانون العدالة الانتقالية واحترام أخلاقيات ومبادئ العمل السياسي بالابتعاد عن الثلب والتشويه والخطاب التكفيري وبعدم توظيف الحياة الخاصة في الدعاية السياسيّة والحزبيّة والالتزام بالتنافس السياسي على قاعدة البرامج والتصوّرات والأفكار.