تحت إشراف وزير الشباب والرّياضة احتضن المركّب الثقافي بباجة الندوة الجهوية حول النّهوض بالرياضة النسائية بولاية باجة تحت شعار الرياضة النسائية الواقع والتحدّيات وقدّمت خلالها عدّة مداخلات أمّنها متفقّدون ومختصّون في هذا المجال. وقد حظيت الندوة باهتمام واسع فكان الحضور محترما جدّا من قبل رؤساء النوادي ومندوبيات الرياضة النسائية ومدرّسات التربية البدنيّة وحضره السيّد هشام بن جامع كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة المكلّف بالشّباب وافتتحه السيّد نصر التّميمي والي باجة الّذي أشار إلى أنّ الرّياضة النّسائية تلعب دورا متميّزا ناهيك وأنّها أهدت تونس خلال هذه السّنة بطولات عالمية كانت بدايتها مع أنس جابر ثمّ حبيبة الغريبي وأضاف أنّ الرّياضة في ولاية باجة انطلق نشاطها منذ 1906 وتواصلت إلى حدّ اليوم مع فريق الأولمبي الباجي والمهمّ اليوم هو أن يتحوّل النّشاط الرياضي النسائي من الهواية إلى الاستثمار.
تمّ خلال النّدوة برمجة خمس مداخلات علميّة حيث تناولت المداخلة الأولى والتي كان عنوانها الرياضة النّسائيّة نحو رؤية أفضل وقدّمتها الآنسة سنية حشّاد المكلّفة بمهمّة بديوان وزير الشباب والرياضة موضوع تطوّر الجمعيات الرياضية النسائية بتونس خلال خمس سنوات بين 2007 و2012 مستدلّة بأرقام عدد المجازات والفروع والمسيّرات داخل النوادي الرياضية الذي عرف تراجعا مذهلا إذ مرّ من 702 مسيّرة سنة 2007 إلى 211 فقط سنة 2012 كما لم تتطوّر المنتخبات الوطنية النسائية إلاّ بنسبة 8% مقابل 20% للذكور غير أنّ نسبة التتويجات مازالت تحتكرها الرياضية النسائية بنسبة 45%. أمّا المداخلة الثانية التي أمّنتها كلّ من بهاء بالسّاكر وإشراق الغربي فقد تركّزت على الإشكاليات التي تحول دون تطوّر الرّياضة النسائية بولاية باجة ومنها بالخصوص التشبّث بالعقليّة والتّقاليد التي حدّت من إقبال الفتيات على الرياضة وغياب انخراط العنصر النّسائي بالجمعيات إلى جانب الالتزامات العائلية والمهنيّة والوعي بأهميّة الرياضة لدى الأسرة وضغط أوقات الدّراسة وبعد السّكن عن مقرّات الجمعيات والمنشآت الرّياضية.
كما بيّنت الأرقام والبيانات المقدّمة خلال هذه الندوة أنّ عدد الجمعيات الرياضية النسائية بولاية باجة لم يتعدّ حدود جمعيتين فقط من جملة 18 جمعيّة مدنيّة وأنّ عدد الجمعيات التي بها فروع نسائية بلغ 11 فرعا غير أنّ الشيء الملفت للانتباه هو التراجع الملحوظ في عدد المجازات بالجمعيات الرياضية المدنية حيث كان عددهنّ في سنة 2009 قرابة 992 لينحدر هذا الرّقم خلال الموسم الماضي إلى 882 مجازة.
وقد بيّن السيّد هشام بن جامع كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة المكلّف بالشّباب أنّه ستعطى الأولويّة إلى الرياضة النسائية التي شرّفت كثيرا الرياضة التونسية وكذلك الرياضات الفردية والدّفاعيّة وعرضت الآنسة سنية حشّاد المكلّفة بمهمّة بديوان وزير الشباب والرياضة الإجراءات الجديدة التي انطلقت الوزارة في تنفيذها وهي تتلخّص في الترفيع بمقدار 10 % من مداخيل صندوق النّهوض بالرياضة خلال قانون المالية لسنة 2013 والتي ستوجّه لمساعدة الجمعيات الرياضة النسائية وفي إقرار برنامج القيادات النسائية بإحداث خطّة مندوب رياضة نسائية وتعميمها على كلّ ولايات الجمهورية حيث مسّ هذا البرنامج إلى حدّ الآن 16 ولاية من جملة 24 في انتظار إحداث خطّة مستشارة فنّية مكلّفة بالرياضة النسائية صلب الإدارات الفنية الوطنيّة وملاعب متعدّدة الاختصاصات وقاعات للرّياضات الدّفاعيّة بالمؤسّسات الشّبابيّة.