تجمعوا منذ الصباح الباكر حول مقبرة الجلاز وفي جبل جلود، أكثر من مليون ونصف المليون بين سياسيين وصحفيين وفنانين ومثقفين ومواطنين عاديين أتوا من كل المشارب لوداع المناضل شكري بلعيد. ما سجّله التاريخ يوم أمس من النادر ان تشهده بلادنا يوم تجمع فيه مليون ونصف مليون مواطن حسب الرواية الرسمية وحوالي مليوني مواطن حسب الجبهة الشعبية في مسيرات عدة حول مقبرة الجلاز وحول منزل أهله في جبل جلود وفي المركب الثقافي حيث تم تأبينه جاؤوا كلهم لوداع شهيد الحرية رئيس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الأستاذ شكري بلعيد.
ومنذ ساعات الصباح الأولى توافد كثيرون على منزل والد الشهيد في جبل جلود من سياسيين من مختلف الأطياف السياسية من بينهم كل قيادات الجبهة الشعبية بمن فيهم حزب الوطنيون الديمقراطيون الموحد كل قيادات الحزب الجمهوري وحزب المسار ونداء تونس وحزب الغد وطرف النقابيون الراديكاليون وعديد المنظمات منها الهيئة الوطنية للمحامين وجمعية المحامين الشبان وجمعية قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس وبالطبع الاتحاد العام التونسي للشغل ووالجامعة العامة للشغل واتحاد عمال تونس والرابطة التونسية لحقوق الانسان وغيرها من المنظمات.
ومع خروج موكب الدفن من منزل والد الشهيد اتجه مباشرة الى دار الثقافة ابن خلدون حيث تم تابينه من قبل رفاق الوطنيين الديمقراطيين ورفاقه في الجبهة الشعبية ومن باقي الاحزاب السياسية الذين أكبروا نضالات الشهيد واكدوا مواصلتهم النضال على دربه وسط حضور عائلته وخاصة ابنته التي اثرت كثيرا بتماسكها في كل الحاضرين.
وتولى مهمة التنظيم في دار الثقافة مناضلو الجبهة الشعبية وأبناء جبل جلود الذين رفعوا العديد من الشعارات في وداع الفقيد وتأبينه منها «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و»بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و«لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب» و«يسقط حزب الاخوان يسقط جلاد الشعب» و«رش كرتوش التوانسة ما يخافوش» وكان النشيد الرسمي الشعار الأكبر.
لقد كان يوما تاريخيا بكل المقاييس في تاريخ بلادنا منذ الاستقلال حيث لم يسبق ان اجتمع كل هؤلاء في مكان واحد وها قد جمعهم الفقيد ليودعوه.