أول غيث الإدارة الأمريكيةالجديدة, مبادرة لتسوية الأزمة السورية قد تنال موافقة الروس والأطراف الإقليمية المؤيدة لدمشق التي دعت إلى حوار بلا شروط مع المعارضة السياسية. وعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمبادرة «دبلوماسية» لمحاولة وقف النزاع في سوريا، مستبعدا في الآن ذاته فكرة تسليح المعارضين التي كانت تثير في 2012 انقساماً على أعلى المستويات في واشنطن.
تقييم للوضع
وفي أول مؤتمر صحافي له كوزير للخارجية، أكد كيري أن «الجميع داخل الحكومة وفي كل مكان في العالم روعه العنف المستمر في سوريا». وأضاف بحضور نظيره الكندي جون بيرد «نجري الآن تقييماً (للوضع)، ونفكر ما هي الخطوات، إن كان ذلك ممكناً، الديبلوماسية بشكلٍ خاص، التي يمكن اتخاذها من أجل خفض ذاك العنف والتعامل مع الوضع». وأضاف «هناك الكثير من القتل والكثير من العنف ونحن نريد بالطبع أن نسعى لإيجاد طريقة للتقدم»، مضيفاً «إنه وضع غاية في التعقيد وغاية في الخطورة».
ويأتي تصريحه بعد ان دافع البيت الابيض عن موقفه المعارض لتسليح المعارضة السورية، ورفضه خطة بهذا المعنى أيدتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون على الرغم من دعوة البنتاغون إلى الموافقة على توصية بتسليح المعارضة السورية.
وأقر وزير الدفاع السابق ليون بانيتا وقائد القوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي الليلة قبل الماضية بأنهما ساندا خطة هيلاري كلينتون والمدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس اللذين إقترحا في جويلية الماضي تقديم أسلحة وتدريب معارضين سوريين. إلا أن خطة هيلاري كلينتون التي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا رفضها الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
وفي هذا الإطار , قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحاً إلى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة وأن نظام بشار الأسد يتلقى الدعم من إيران.
وتابع إن الأولوية بالنسبة لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن «الولاياتالمتحدة وسوريا أو إسرائيل». ولم يشأ كيري الدخول في هذا الجدل قائلاً إنه لم يكن على علم بالقرارات التي اتخذت قبل تولي منصبه، مؤكداً أنه يخطط للمضي قدماً. وأوضح «انها حكومة جديدة وولاية ثانية للرئيس، وأنا وزير الخارجية الجديد وسنمضي قدماً إنطلاقاً من هنا».
وعلى غرار واشنطن استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيضاً رفع الإتحاد الأوروبي الحظر عن الأسلحة الموجهة إلى معارضين سوريين طالما أن فتح حوار سياسي ليس ممكناً.
حوار غير مشروط
وفي دمشق , أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي استعداد النظام للحوار مع المعارضة لكن «من دون شروطٍ مسبقة»، في ما يشكل رداً على اقتراح رئيس الإئتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب.
وفي حديث إلى التلفزيون السوري أكد الزعبي أن «الباب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا»، مشدداً على «أننا عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوارٍ غير مشروط ولا يقصي أحداً في النقاش لا إقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة».
وتابع أن «التزام الدول الإقليمية بوقف تهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا هو مساعدة على إنجاح البرنامج السياسي لحل الأزمة ولكن إذا لم تلتزم تلك الدول بذلك فإن برنامج الحل سيسير كما هو مقرر».
وقال إن «الدولة لا تمارس العنف بالمعنى الذي تمارسه المجموعات المسلحة بل هي تمارس حقها في فرض سيادة وهيبة القانون في البلاد وفرض الأمن والإستقرار»، مضيفاً أن «للأمن الإقليمي مفهوماً واحداً لا يتجزأ وإذا سادت الفوضى في المنطقة لن ينجو أحد منها بالمطلق والمسألة قد تكون مسألة وقت».