مازالت الروح الرياضية تذبح من الوريد الى الوريد ومازال المسؤلون عن الرياضة بارعين في اخراج المسرحيات لتعيين المدرب الوطني والتشبث بالكراسي ومازال أمن اللاعبين والحكّام آخر اهتماماتهم. أمس الأول أطلقت رصاصة الرحمة على كرة القدم التونسية في المكنين بمناسبة لقاء سبورتينغ المكنين وجريدة توزر المستقبل وما حدث كان فظيعا ولا يمكن ان يواجه بالصمت لكن ما يجب ان نؤكده ان ما حدث هناك ليس استثناء لأن كل الملاعب متشابهة وكل الظروف متطابقة ومن هنا فصاعدا لن يسمح لأي فريق بالانتصار خارج ملعبه لأن الفرق المحلية ستفوز بكل السبل.
عندما تصبح الهزيمة حبل النجاة الوحيد
ما وقع في المكنين وسنراه في كل الملاعب مستقبلا هو أن كل فريق يلعب على أرضه وأمام جمهوره سيخيّر الضيوف بين خيارين أحلاهما في طعم العلقم: إما القبول بالهزيمة أو الاستسلام لسيناريو مرعب، ولذلك لم يبق أمام الضيوف الا تمني الهزيمة وهو ما حصل فعلا أول أمس في المكنين اذ تعمد مدافعو توزر إهداء المكنين ضربتي جزاء حتى يخرجوا سالمين وكل من تابع اللقاء يؤكد ان لاعبي توزر تعمدوا عرقلة لاعبي المكنين بمجرد الدخول الى منطقة الجزاء. والغريب ان هؤلاء اللاعبين الذين أعلن الحكم محمد بن حسانة عن ضربات جزاء ضدهم بادروا بشكره بعد اللقاء.
أصل الحكاية
مصادر متطابقة كانت على عين المكان أكدت أن الشرارة الأولى انطلقت بمجرد وصول جريدة توزر للملعب اذ تقدمت منهم مجموعة من الاشخاص أو ما يصطلح عليهم ب «البلطجية» في الشرق العربي وأشبعوهم تهديدا وأكدت المصادر ان الهجوم كان بالدرجة الأولى على محرز حسني ربما لأنه أكثر اللاعبين شهرة وربما لأنه كان ذكر سابقا انه سيكون وراء هبوط سبورتينغ المكنين الى الرابطة الثالثة ولذلك تعمد هذا الحارس السقوط وبالتالي التحوّل الى المستشفى لتلقي الاسعافات الأولية وبالتالي الهروب من الجحيم المنتظر.
سيناريو مخطط له
ما يؤكد ان ما حدث سيناريو مخطط له هو أن هؤلاء تعمدوا منع الاعلاميين من نقل المقابلة تلفزيا وإذاعيا والأكيد ان صمت الجامعة والرابطة على ما حدث في الموسم الفارط في ملعب قابس في لقاء «الجليزة» ونادي حمام الانف شجع بعض الفرق الأخرى على افتكاك نقاط الفوز بنفس الطريقة.
محرز حسني ينفي
في اتصال بالحارسمحرز حسني أكد هذا الأخير أنه لم يسبق له ان هدد السبورتينغ بالنزول وأضاف «ما حدث هناك مخيف والمخيف أكثر أننا تعرضنا الى التهديد بالقتل على امتداد الأيام الأخيرة وقد اتصل بنا بعض الأشخاص من محلات «التاكسيفون» وكنا راسلنا الجامعة والرابطة والوزارة لإعلامها بالأمر وكان من المفروض ان تتخذ بعض الاجراءات خاصة أن اللقاء أجل أكثر من مرة وكانت التهديدات متجهة ضد بعض اللاعبين بعينهم مثل شخصي والزميلين مهدي المساكني ومروان طريطر لأنهما كانا ينشطان مع هذا الفريق سابقا».
وأضاف: «أريد أن أختم بالقول إننا انهزمنا لحسن حظنا ولو حدث العكس ما كنا لنغادر الملعب وهذا ما أكده رجال الامن في الاذاعات وليس مجرد رواية لفريق تم الاعتداء عليه».
مجهودات جبّارة وشجاعة نادرة
كل الحاضرين أثنوا على الشجاعة التي تحلى بها الحكم محمد بن حسانة الذي حاول بكل الطرق تطبيق القانون وحماية اللاعبين في نفس الوقت ويذكر ان لاعبي جريدة توزر كانوا قرروا في البداية عدم اجراء المقابلة لكن مجهودات الحكم بالتنسيق مع الأمن وفرت نوعا من الحماية لكنه في الحقيقة لم يكن بإمكانه التصدي للسيوف والسكاكين التي كان يحملها بعض الحاضرين على حافة الملعب.