لا تزال منطقة دوار هيشر بولاية منوبة تستقبل بين الحين والآخر فواجع فقدان أبنائها في المعارك الضارية التي تشهدها الأراضي السورية.. فمن يوقف هذا النزيف المتواصل؟ آخر هذه الفواجع هي وفاة الشاب «يسري سويعي» الملقب ب«أبي عبد الرحمان» الذي ترك طفلين يتراوح عمرهما بين ثلاث سنوات وسنتين وزوجته الحامل. يسري مجاز مستوى عال في الثامنة والعشرين من عمره التحق بالثوار في سوريا منذ ثلاثة أشهر حيث قتل في معركة مطار حلب الأخيرة يوم 10 فيفري الجاري.
كما فقدت منطقة حي خالد بن الوليد بنفس المعتمدية في أكتوبر الماضي الشاب بهاء العمدوني في نفس المعارك . الشاب المعروف في أوساط المقاتلين ببهاء التونسي يناهز عمره الثلاثين عاما نزل خبر وفاته على عائلته كالصاعقة على اعتبار انه عائلها الوحيد وسندها في الحياة..
أما أحمد الشارني أصيل نفس المنطقة الذي انتمي لجبهة النصرة الإسلامية المناهضة لنظام الأسد فقد لقي حتفه في الهجوم الذي استهدف مقر هيئة الأركان العامة في دمشق في سبتمبر المنقضي ..
هذا الشاب ضحى بنفسه بقيادته حسب مصادر رسمية سورية سيارة مفخخة إلى المدخل الرئيسي للمبنى أين فجرها صحبة مقاتلين آخرين تحصنوا في أعلى طوابق المبنى بعد أن قتلوا وجرحوا من كان في المبنى وقتلوا بدورهم.
ولئن استسلمت عائلات هؤلاء ممن عرفوا بدماثة أخلاقهم وحسن سيرتهم للقدر فان أملهم يظل قائما في استرجاع جثث أبنائهم لدفنها بتونس بعد أن جرت مراسم صلاة الغائب عليهم في مساجد المنطقة ..
وتأتي هذه الفواجع وسط موجة التحاق عدد من ابناء المنطقة بمقاتلي المعارضة السورية وخاصة «جبهة النصرة» وسط حيرة كبرى في صفوف عائلاتهم حيث يعلم بعضهم بالأمر في حين يجهل آخرون مصير أبنائهم ومكان تواجدهم خاصة أن بعضهم سافر إلى ليبيا للعمل ..