المتجول في شوارع مدينة تيبار يلاحظ دون عناء كيف تغيب الشمس على منظر المدينة الأنيق لتشرق في اليوم الموالي وقد عبثت أيادي تعمل في الظلام بمنظر المعمار والأشجار دون مراعاة لقيمة الجمال في الشجر والحجر. تتجول بين المنعطفات فلا ترى غير حفر تترقب الاسمنت المسلح أو أوتاد تسابق أهلها في انجازها تحت جنح الظلام أو ربما أبدى أهلها جرأة فوصلوا الليل بالنهار وسابقوا الساعات ليقيموا دكاكين على أراض دولية دون وجه حق. ولم يكتفوا بذلك بل أزالوا أشجار كانت تضفي على الطريق جمالية ورونقا ولم يراعوا أدنى الشروط البيئية.
ولكن ما يدعو للدهشة أن ترى أكشاكا أقيمت وجهزت وانطلقت في العمل ودكاكين باشر أهلها العمل دون رخص قانونية ولا أحد يعير بالا من قبل سلط الاشراف وأصبح معظم الأهالي يتساءلون أين سلطة التجهيز المؤمنة على التخطيط المعماري للمدينة، وأين قوات الأمن التي تسهر على سلامة ممتلكات الناس وممتلكات الدولة، وأين معتمد الجهة الذي يشرف على حسن سير حياة المواطنين وتعايشهم السلمي؟