تتجاور القصور الثلاثة التي كانت ملكا لعلي زروق فيما بينها والتي آخرها هو ملك خاص لعائلة «فرحات» في وقتنا الحاضر. ويشير مؤرخ الفن المعماري المعاصر «جاك روفو» الى هذا التشابه في السمات العامة الداخلية لهه القصور. يقول جاك : «في الداخل، يتجلى التشابه في توزيع القاعات وتنظيمها بالبحث عن بهرج الاستقبال وفي الاطار العصري». فما هي أبرز سمات القصور الثلاثة ومن هو الرجل اذي وراء بنائها؟ في أوروبي تذكر المصادر التاريخية ان علي زروق هو أحد حفدة العربي زروق وزير حمودة باشا. ويمتاز قصره الاول (مقر ولاية منوبة) بالتأثير الكبير لفن الأوروبيين في العمارة، ولكن الفخامة والأبهة لا تغيبان البتة عن هذا المعلم. وهي بناية تعود الى القرن التاسع عشر الميلادي، أقيمت في أرض شاسعة وكانت في الاصل تحتوي على قصرين اثنين. وفي وسط الحدائق ترتفع الواجهة العاليةالبيضاء تتخللها شبابيك وباب منقوش على الموضة الايطالية وتتوالى في الطابق السفلي، الأروقة التي تؤدي الى مختلف قاعات القصر. ويبقى الممر الاول أكثر تزويقا وزخرفة. ويظهر رخام ايطاليا بكثرة في تأطير الأبواب وتبليط الارضية، وفي السقف قباء ذات زخرفة جصية نباتية وهندسية. وتمت في الطابق العلوي الاستعاضة عن الفناء التقليدي بفضاء ذي شكل مربع مضاء بعدد من النوافذ الكبيرة. وزاد في روعة النمط الجديد من الفناء هذه الثريا الكبيرة من الكريستال الوضاح التي علقت في الوريدة المركزية للسقف. وفي القصر لم تضع البساتين والحدائق بل حافظت على نظارتها. فهذا ممر طويل عند المدخل من شجر السرو، يمتد حتى نقطة الالتقاء مع الساحة الشرفية المحلاة بحوض وسط أشجار الزينة الجميلة. نمط خيرالدين باشا أما القصر الثاني فهو شبيه في معماره بالنمط السائد في قصور منوبة، فالمطابخ والمخازن وغرف الخدم في الطابق الاول. وفي الطابق العلوي وبطابع معماري وبتزويق غربي نجد الفضاءات المخصصة لسيد المنزل وكذلك قاعات التشريفات. وثالث قصور علي زروق بمنوبة المشهور بقصر حسين فرحات فينتمي نمطه المعماري الى القرن أو الى ما يسمى نمط «خيرالدين باشا» حيث تلاحظ الازدواجية في الذوق مع ميل كلي للفن المعماري الايطالي مثلما هو الحال في بقية القصور التي بنيت في تلك الفترة.