تحركت وحدات عديدة من الحرس الوطني والجيش والشرطة غرب ولاية الكاف منذ صبيحة يوم أمس في عملية أمنية واسعة لمحاصرة المنطقة الجبلية الواقعة بين غابات ورغة بمعتمدية الطويرف وساقية سيدي يوسف. وجاءت هذه العملية في إطار ملاحقة المتهم في اغتيال المناضل شكري بلعيد المدعو كمال القضقاضي المعروف بكنية شكري بعد أن تمكن من الهرب من العاصمة متوجها نحو غرب البلاد، لكن تبين أنه لم يقترب من منزل أهله في وادي مليز بولاية جندوبة، فيما رجحت معلومات أولية أن يكون قد تحرك نحو جبال غرب الكاف على أمل التسلل نحو التراب الجزائري.
وحلقت طائرات مروحية عسكرية في سماء المنطقة فيما تمركزت مئات الوحدات الأمنية والعسكرية في مفترقات الطرقات المؤدية إلى معتمديتي الطويرف وساقية سيدي يوسف، كما مشطت وحدات عسكرية عدة مناطق جبلية وتم إخضاع المرور بالجهة لمراقبة صارمة جدا. ووصف مصدر مطلع هذه الإجراءات بأنها مذهلة في حجمها ونوعيتها، فيما قالت مصادر أمنية للشروق إنها تخشى أن يكون المتهم قد اتصل بعناصر جهادية لتنسيق هروبه وتحصنه بسلسلة الجبال الواسعة وشديدة الوعورة، كما حدث للمجموعة المسلحة في جبال غرب القصرين.
وقالت مصادر في الحرس الوطني بالكاف للشروق إنه تم اتخاذ إجراءات أمنية وعسكرية استثنائية لإغلاق كل المنافذ المحتملة أمام الشاب الهارب من العدالة، ومراقبة العربات والأشخاص في كافة الطرقات المؤدية إلى المنطقة الحدودية. كما استعانت السلطة الأمنية بسيارات رباعية الدفع من عدة مؤسسات عمومية لتمشيط المنطقة المعروفة باتساعها ووعرة بتضاريسها وسهولة الاختفاء بها، خصوصا جبل تكرونة الذي تغطيه غابات الصنوبر والبلوط بكثافة تمنع سير العربات.
وتبعا لمصدرنا، فإنه لم يتأكد بعد أن المتهم الهارب قد لجأ إلى المنطقة، لكن أغلب المعلومات التي تم جمعها ترجح أن يلجأ إليها سواء للاختفاء أو للتسلل إلى الجزائر. وتستمر عملية المحاصرة وتضييق المنطقة التي يوجد فيها بعمليات التمشيط الواسعة في المنطقة.
وفي التراب الجزائري، علمت «الشروق» من مصدر جزائري في مدينة الكاف أن السلطات الأمنية الجزائرية قد أقامت خمسة مراكز مراقبة على امتداد الشريط الحدودي الموازي لمعتمدية ساقية سيدي يوسف منذ أشهر، وقد تولت تعزيزه بقوات إضافية ومعدات متطورة في المدة الأخيرة.
