وقد شهدت ولاية الكاف مؤخرا إقبالا مكثفا من قبل الفلاحين على اقتناء المبيدات للقيام بعملية مداواة الأعشاب الضارة للحد من انتشارها والقضاء عليها نهائيا باعتبارها آفة تسبب خسائر مادية للفلاح ما يعادل 200 دينار في الهكتار الواحد حسب دراسة الخبراء في مجال الفلاحة خصوصا للأنواع التي تنتمي إلى عائلة زراعة الحبوب مثل القصيبة الجالية والمنجور والسبيوس والبروم التي تعتبر آفة مضرة بمحاصيل القمح والشعير . ولمزيد التعرف على مشاغل الفلاحين التقت «الشروق» ببعض الفلاحين الذين أكدوا أن ارتفاع أسعار هذه المبيدات يتراوح ما بين 34 و38 دينارا للقنطار الواحد مما جعل بعض الفلاحين الصغار يتخلون عن القيام بمداواة مزارعهم نظرا إلى إمكانياتهم المحدودة، وهناك مجموعة أخرى مازالت متمسكة بالتقاليد الموروثة ويعتبرون أن هذه المبيدات أمر لا جدوى منه لان أجدادهم وآباءهم لم يقوموا بها.
وقد أكد لنا السيد عبد الكريم الحيدري مهندس أول بالاتحاد الفلاحين الجهوي بالكاف انه تم الشروع في القيام بمكافحة الأعشاب في حقول القمح والشعير بالمبيدات المصادق عليها من قبل وزارة الفلاحة وهي متوفرة بجميع مراكز معتمديات الولاية داعيا جميع الفلاحين إلى القيام بهذه العمليات للقضاء على الأعشاب الضارة في الوقت المناسب قبل انتشارها في الحقول وذلك نظرا إلى ما تسببه من خسائر مادية للفلاح في مردود أنتاج الحبوب وهي تقدر بستة قناطر في الهكتار الواحد «بما يعادل 200 دينار» حسب الدراسات الفنية.
ودعا السيد الحيدري الفلاحين إلى مراجعة المهندسين الفلاحين قبل اقتناء هذه المبيدات حتى يتأكدوا من نوع الاعشاب الضارة الموجودة بحقولهم وحتى تكون عملية التدخل ناجعة وهي تجربة قام بها اتحاد الفلاحين بجهة الكاف في مجال الإرشاد الفلاحي خلال السنوات الأخيرة حيث تم تركيز وحدات جهوية للتأهيل والإرشاد مدعمة بمهندسين مختصين في الزراعات الكبرى يعملون جاهدين من اجل تطوير مردودية إنتاج الحبوب التي فاقت 55 قنطارا في الهكتار الواحد بالنسبة إلى الزراعات المروية.