تواصل السلط الأمنية والعسكرية بولاية الكاف تمشيط ومحاصرة المنطقة الواقعة غرب الولاية إنما في تكتم شديد على أهداف ونتائج هذه العملية التي لم تشهد لها ولاية الكاف مثيلا. وفي يومها الثاني، استمرت الحملة صارمة وشاملة لكل منافذ المرور في المنطقة الواقعة غرب البلاد، كما خرجت يوم أمس وحدات من مدرعات الجيش نحو عدة طرقات خصوصا على طريقي ساقية سيدي يوسف والطويرف، فيما تستمر مروحيتان عسكريتان في تمشيط سماء المنطقة، كما يستمر تسخير معدات نقل مدنية تتمثل في عربات رباعية الدفع لمراقبة الطرقات الجبلية.
وفي يوم أمس، تسربت معلومات متطابقة عن أهداف هذه الحملة التي تجاوزت البحث عن المتهم في جريمة اغتيال المناضل شكري بلعيد، إلى الاشتباه في وجود عناصر «جهادية» في الجهة، قد تكون أحست بتضييق الحملة الأمنية العامة على عناصرها فبحثت عن ملجإ في الجبال الوعرة غرب ولاية الكاف، خصوصا وهي تقع على الشريط الحدودي على أمل التسلل إلى التراب الجزائري. كما ظهرت معلومات أخرى عن احتمال أن تعمد بعض العناصر الجهادية إلى تنفيذ اعتداءات على الجيش أو الأمن في الجهة.
ومن يعرف المنطقة الواقعة شمال مدينة ساقية سيدي يوسف بالتوازي مع الشريط الحدودي مرورا بمدينة الطويرف يعرف أنها من أصعب جهات البلاد من حيث وعورة التضاريس وكثافة الغطاء الغابي واضمحلال العلامات الحدودية بين تونسوالجزائر. لكن مصادر من الحرس الوطني تؤكد أن حملة التمشيط بصدد فرض سيطرة كاملة على الوضع تدريجيا، كما تؤكد مصادر جزائرية على وجود تنسيق كامل بين سلطات البلدين لمحاصرة أي تحرك مشبوه في الاتجاهين.
غير أن تكتم السلطات الأمنية عن أهداف وتفاصيل العملية الواسعة بين مختلف وحدات الأمن والجيش قد فسح المجال واسعا لمختلف الإشاعات والتعاليق خصوصا إزاء الإجراءات الأمنية والعسكرية الضخمة التي لم يسبق لها مثيل. وبرزت بين سكان الجهة عدة إشاعات عن تسرب جهاديين عائدين من مالي أو من الجزائر، وعن مواجهات محتملة مع الجيش.
وعموما، تقبل سكان المنطقة هذه الإجراءات المشددة بالكثير من التفهم والاحترام للسلطة، خصوصا عمليات التفتيش الصارمة في المفترقات. ويقول مصدر من الحرس الوطني ل«الشروق» يوم أمس ان الحملة ما تزال مستمرة حتى «تأمين المنطقة كلها» وإخضاعها للمراقبة والتفتيش.
وتسربت معلومات غير مؤكدة عن الاشتباه في وجود مجموعة جهادية تختبئ في الجهة، مستغلة تضاريس المنطقة الجبلية الغابية، ولدى السلط الأمنية ما يبرر ذلك إذ تمت ملاحقة وإيقاف عناصر جهادية من قبل في هذه الجهة.
هذا، وذكرت مصادر على عين المكان ل«الشروق» أن قوات الجيش الوطني قد حركت عدة دبابات ومدرعات مساء أمس لإعادتها من ساقية سيدي يوسف إلى ثكناتها في مدينة الكاف حيث مقر المشاة الآلية، كما ترافق ذلك مع مظاهر تخفيف المراقبة مما يدل على قرب نهاية العملية العسكرية. وقد تمت عملية إعادة الآليات العسكرية المدرعة دون أن تظهر أية معلومات عن نتائجها.