تزخر مدينة باجة بثروات رغم ذلك فان الوضع الاقتصادي مازال هشا ويحتاج الى المزيد من العناية وحسن استغلال الثروات التي تتمتع بها المنطقة وازالة الصعوبات التي تعيق الاستثمار. شهد المجال الاقتصادي بمدينة تستور منذ الثمانينات تميّزا واضحا وذلك بتركيز عديد المصانع الناشطة في الصناعات التقليديّة مثل الزربيّة لكنها تلاشت شيئا فشيئا تاركة المجال للمصانع الآليّة مثل مصنع «تونس إيماي» المختصّ في صنع أحواض الاستحمام الرفيعة والذي كان في ما مضى يوفّر قرابة ال 450 موطن شغل لمدّة 15 سنة تقريبا، والذي ونظرا لضائقة ماليّة تمّ غلقه من طرف مؤسّسه ليبقى عمّاله في نزاعات بالمحاكم دام سنوات من أجل حصولهم على مستحقّاتهم الشيء الذي أدخلهم في بطالة مستمرّة أضرّت بمعظمهم، وهو الآن عبارة عن جدران مغلقة وبالرغم من التفويت فيه لبعض المستثمرين منذ سنوات إلاّ أنّه ظلّ على حاله. وغير بعيد عنه يوجد معمل موسمي معدّ لتحويل الطماطم والذي لم يكن قادرا على امتصاص حالة البطالة من جذورها، وهذه المؤسّسات التحويليّة كثيرة لم تبق منها سوى مؤسّسة وحيدة. نفس الشيء عندما نتحدّث عن معمل « يونيفرسال غاز» المعدّ لتركيب التجهيزات المنزليّة والذي لم يفلح في البقاء طويلا لأغراض تهمّ باعثيه. وهو ما يفسّر وجود 5 مؤسّسات صناعيّة في الوقت الحالي لا توفّر سوى 150موطن شغل قار و300 موطن آخر موسمي،لكن الوضع كما يراه البعض لن يستمرّ بالسّوء الذي هو عليه بعد بعث منطقة صناعيّة بالمدينة التي من الممكن أن ترى النّور أواخر سنة 2013، علاوة عن 3 مؤسّسات أخرى ستفتح قريبا بمدينة وادي الزرقاء في مجال الإلكترونيك وصناعة الأدوية.
احداث مصانع ذات قدرة تشغيلية عالية
وفي ظلّ توسّع المجال الديمغرافي للمدينة بات من الضروري على الدولة مزيد دفع التنمية بالمدن الدّاخليّة من خلال بعث المشاريع القادرة على التنافسيّة التي تضمن تواصلها والتمركز في تلك المناطق، وخصوصا المصانع التحويليّة وأخرى تختصّ في مجال التكنولوجيا في ظلّ وجود قرابة ال 800 شاب وشابة من المتحصّلين على شهائد عليا والذين معظمهم قد قام بتكوين فضلا عن العديد من الكفاءات المحليّة القادرة على تسيير هذه المؤسّسات، وأكّد أحد الشبّان الذين تحاورنا معهم على أنّ مدينة تستور تتوفّر على جميع مقوّمات النجاح الاقتصادي، متوجّها بذلك لرجال الأعمال من أجل تركيز مشاريعهم بالمنطقة نظرا لتوفّرها على شبكات طرقات وطريق سيّارة قادر على جعل المسافة بين المواني والمدينة لا تتجاوز ساعة ونصف من الزّمن.