كشفت المعطيات التي تحصلت عليها «الشروق» عن وجود علاقة واضحة بين أحد المتهمين في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد وعملية تهريب وتمويل الجهاديين نحو سوريا. مئات من الشباب التونسي يسافرون الى سوريا تحت غطاء «الجهاد» ومنهم من يقتل وآخرون يسجنون وفئة منهم فقدوا وانقطع الاتصال بينهم وبين عائلاتهم، وأصبحت صورهم وهم قتلى تنشر على صفحات ال«فايس بوك» وهناك من يرى أنهم شهداء وآخرون يعتبرونهم إرهابيين، ولكن تبقى هناك عديد نقاط الاستفهام حول من هي الشبكة المتسبّبة في تسفير هؤلاء الشباب نحو سوريا؟!
من تركيا نحو سوريا
في ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد ظهر شخص آخر كان ينوي السفر الى تركيا يوم 5 فيفري 2012 عن طريق مطار قرطاج الدولي وقد طلب مبلغا ماليا من أحد المتهمين في هذه القضية وهو محمد علي دمق الذي قام بكراء سيارة «فيات سيانا» للمتهمين الآخرين في الجريمة وفعلا نفذ هذا الأخير ما طلب منه واتجه نحو المطار لتزويده بالمبلغ المطلوب.
من بين التصريحات الهامة التي أدلى بها محمد علي دمق وهو حلاق بحي الخضراء أن المتهم السادس وهو في حالة سراح قد اتصل به يوم 5 فيفري 2012 أي قبل تنفيذ عملية اغتيال شكري بلعيد بساعات وطلب منه أن يساعد هذا الشخص بمبلغ مالي لكي يستطيع السفر الى تركيا وعندما التحق به هناك وجده محمّلا بحقيبتين وسلمه المبلغ المطلوب ولكن هذا الأخير تراجع لاحقا وطلب منه إيصاله الى مكان آخر، وهنا استخلصت الجهات المعنية أن هناك شبكة تُدار خيوطها من عدد من ولايات الجمهورية تقوم بتوفير كل الامكانيات للشباب التونسي للسفر نحو الموت المحقق أو الإبادة أو السجن.
هذا الشخص جاء من صفاقس عبر مطار قرطاج الدولي ليسافر من هناك نحو تركيا وأراد الحصول على مبلغ مالي عبر وسيط من نفس الولاية التي جاء منها وهو إمام جامع حسب ما أكدته مصادرنا، وهنا تطرح عديد الأسئلة عمّن يموّل الشباب التونسي للسفر نحو المجهول؟ ولماذا تسهّل لهم إجراءات الرحيل نحو تركيا؟.. أسئلة عديدة تحيط بهذا الملف الهام والخطير.
20 ألف دينار
حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من بعض المصادر فإن الشاب الذي يسافر للقتال في سوريا يتحصل على مبلغ 20 ألف دينار قبل السفر حيث يسلمها الى عائلته وفي حالة وفاته تتحصل العائلة على مبلغ إضافي يسلمه لها الشخص الذي قام بتسهيل عملية سفره كما تفرض إجراءات شديدة لحماية هذه الشبكة خوفا من أن تكشف أسماؤهم أمام الرأي العام.
تُحاك خيوط اللقاءات بين أفراد شبكة تسفير الشباب التونسي نحو سوريا عبر تركيا بين أطراف من تونس ومسؤولين أتراك وتنتهي المهمة حين يصل الهدف الى الحدود السورية التركية ليجد مقاتلين آخرين في انتظاره وبين هذه الشبكة والمال المشبوه ضاع المئات من الشباب التونسي بسبب أفكار الجهاد، فمتى سيتم إيقاف نزيف هجرة الموت؟