برنامج المسرح الوطني لموسم 2012-2013 كان موضوع الندوة الصحفية صباح امس لأنور الشعافي المدير الجديد لمؤسسة المسرح الوطني بعد فترة قصيرة أدارها فيها الدكتور وحيد السعفي و23 عاما من إدارة محمد ادريس وتجربة المؤسس منصف السويسي. لم يشأ الشعافي ان يتوقف طويلا عند الفترة السابقة في المسرح الوطني وقال ان المهم الان هو المستقبل وفي هذا الاتجاه قدم الشعافي الملامح الكبرى لنشاط المسرح ومن ابرزها اربعة اعمال جديدة هي على التوالي «حالة» لعماد جمعة سيكون العرض الاول يوم 27 مارس وهو عمل من نوع الرقص المسرحي والثاني لمنير العرقي «الرهيب» وهو من نوع المسرح الكلاسيكي تأليف عبدالقادر اللطيفي سيكون عرضه الاول يوم 20 افريل والعمل الثالث بالتعاون مع معهد غوتة بتونس صياغة عماد جمعة وتأطير قيس رستم سيكون عرضه الاول خلال شهر ماي والرابع عمل مخبري لرياض حمدي سيكون عرضه الاول في شهر نوفمبر القادم.
مشاريع اخرى
نشاط المسرح الوطني كما اكد مديره لا يقتصر على الانتاج فقط بل سيتم احداث مركز للفنون الحية وهو تطوير لمدرسة مهن الفنون التطبيقية التي احدثها منصف السويسي عندما أسس المسرح الوطني منتصف الثمانينات وهذا المركز سيتم أحداثه بالتعاون مع وزارة التشغيل وقال السيد محمد بريك الكاتب العام للمسرح الوطني ان هذا المركز سيستقبل الحاصلين على شهادات في التكوين المهني والحائزين على شهادة «النوفيام» والمرحلة الثانية من الدراسة الثانوية دون الحصول على البكالوريا ويستغرق التكوين سنتين تتوج بالحصول على «ديبلوم» مهني في اختصاصات الديكور والإضاءة والملابس وتوظيب الركح وإدارة الانتاج الخ ... واكد الكاتب العام ان هذا مازال مجرد مشروع ما لم تتبناه وزارة التشغيل.
وأشار الشعافي انه ستتم خلال فصل الصيف تهيئة قاعة الفن الرابع لتكون قاعة متعددة الاختصاصات الفنية كما سيتم تدشين البوابة الالكترونية بعد ان تم تصحيح تاريخ المسرح الوطني إذ ألغيت فترة التأسيس من 1983-1987 ولم يبق لها اي اثر واكد أنور الشعافي انه سيتم جمع كل المعطيات حول مرحلة التأسيس بالتعاون مع كل المسرحيين الذين يملكون وثائق يمكن ان يساعدوا بها الادارة على توثيق هذه المرحلة المهمة.
ولم يغفل الشعافي الحديث عن السيرك الفني الذي سيتم توظيفه في الاعمال المسرحية الجديدة وخاصة الاعمال الموجهة للطفل إذ سينتج المسرح الوطني عملا مسرحيا جديدا للأطفال بعد حوالي عشرين عاما من اخر عمل مسرحي انتجه المسرح الوطني للأطفال واعلن أنور الشعافي عن جائزة افضل نص مسرحي التي تحمل في دورتها الاولى لهذا العام اسم محمد الجعايبي وفي كل عام ستحمل اسم واحد من الكتاب المسرحيين التونسيين.
الكفاءات والجهات
أنور الشعافي القادم من تجربة مسرحية متميزة في مدنين اكد ان شعار المسرح الوطني هو الكفاءات والجهات وانه لابد من القطع مع الدكتاتورية في تحمل المسؤوليات الثقافية إذ سيتم تنقيح القانون الاساسي حتى يكون اختيار مدير المسرح الوطني يتم عبر برنامج لثلاث او خمس سنوات وليس مدى الحياة كما لابد ان ينفتح المسرح الوطني على الجهات التي تزخر بالممثلين والكتاب وفي هذا السياق تحدث عبدالقادر اللطيفي القادم من قابس عن تجربته الجديدة مع المسرح الوطني في مسرحية «الرهيب» التي اكد ان الفضل في إنجازها يعود الى منير العرقي الذي اكد بدوره انه يعمل لاول مرة بعد خمسين عاما وحوالي ثلاثين عاما من تخرجه مع مؤسسة عمومية كمخرج كما تحدث عماد جمعة عن سعادته بالعمل في المسرح الوطني الذي ينتج لاول مرة منذ اكثر من عشرين عاما عملا من نوع الرقص المسرحي كما قدم رياض حمدي فكرة عن مشروعه المخبري.
أنور الشعافي أراد من خلال هذه الندوة الصحفية ان يكرس مبدا الشفافية في عمل المسرح الوطني الذي شكل لجنة فنية مستقلة لاختيار الاعمال الجديدة والجديرة بالإنتاج .