أعلن رئيس مجلس الأمناء الشاعر عبد العزيز سعود البابطين عن الفائزين بجوائز المؤسسة للابداع الشعري لهذا العام حيث كانت جائزة أفضل قصيدة للشاعر التونسي المكي الهمامي وجائزة أفضل ديوان وحصل عليها الشاعر جاسم الصحيّح من المملكة العربية السعودية و جائزة نقد الشعر وحصل عليها الدكتور يوسف العليمات من المملكة الأردنية الهاشمية والجائزة التكريمية للشاعر فاروق جويدة من جمهورية مصر العربية.. وقد مثل تتويج الشاعر التونسي المكي الهمامي اعترافا آخر بمكانة الشاعر الذي تألق مغاربيا من خلال جائزة الجاحظية بالجزائر التي كان يشرف عليها الأديب الكبير الراحل الطاهر وطار..
وعربيا من خلال البابطين وجوائز أخرى وهوما يعبر عن اهمية التجربة الشعرية الحديثة بتونس ..واشارت لجنة التحكيم الى خصوصية نص المكي الشعري حيث ورد في تقرير التتويج ما يلي (تستوقفنا القصيدة بسلاسة وتلقائية مواءمتها بين نسق الشكل الشعري العمودي الذي أساسه البيت الشعري المكتمل والموحد في الوزن والقافية، وبين الشكل المخفف للقصيدة الحديثة ذات النسيج العضوي الذي تتوالد وحداته من بعضها. فالقصيدة على هذا النحو تكشف عن ملكة شعرية متجذرة في الذاكرة الشعرية التراثية، وتتقن في الآن نفسه الاشتغال على جماليات القصيدة الحديثة...).
هذا التتويج جاء ليسبق مشاركة أخرى للشاعر المكي الهمامي في دولة الامارات العربية المتحدة ضمن مسابقات أمير الشعراء خلال هذا الشهر ..والشاعر المكي الهمامي هو من أبرز الأسماء الشعرية في الموجة الجديدة لحركة الشعر التونسي الحديث بالنظر لدأبه الشعري ولوعيه المبكر بجماليات وفنيات النص الشعري .. والمكّي الهمّامي شاعر وباحث تونسيّ في مجال الأدب والحضارة من مواليد 04/08/1977، بمدينة غار الملح من ولاية بنزرت متحصّل على الأستاذيّة في اللّغة العربيّة وآدابها من كليّة الآداب بمنّوبة (دفعة 2003)، متوّجة برسالة بحث اختياريّة لختم الأستاذيّة بعنوان: الشّعر على الشّعر لدى محمود درويش، سرير الغريبة أنموذجا ..أستاذ التّعليم الثّانويّ بوزارة التّربية التّونسيّة ورئيس فرع اتّحاد الكتّاب التّونسيّين بولاية بنزرت.. ومن القصيدة المتوجة بجائزة الابداع الشعري لمؤسسة البابطين نذكر هذا المقطع: « وحدي المحاصر في هذا الوجود سدى وحدي أموت فلا خِل يكفّنني أقيم في لغتي، كالطفل مرتبكًا، أصغي إلى نَهَر الأسلاف يعبرني حتى أغادر هذا القحط يلزمني أنثى من الحمحمات البكر والفتن طيرُ الأساطير، كالنيران يلهج بال إعجاز مشتعلًا، في صوتها الوثني طيشُ الينابيع في الأعماق ذاهبة، لا مستقر ولا توق إلى وسن..»